فى عدد مجلة(صباح الخير) المصريةبتاريخ 22 يونيو 2010 كتبت الصحفية/نادية خليفة(لم أكن أتصور و أنا جالسة معه فى مجلتنا (صباح الخير)منذ شهرين بادئة معه حديثا عن الأغنية و بداية مشواره معها 00و كلماته و ذكرياته مع من غنوها لتنشر ضمن سلسلة(شعراء الوطن)00انه لن يستطيع استكمالها 00و لم يخطر ببالى و أنا عنده فى المستشفى لاجراء فحوصاته و هو يطلب منى وضع عدد أكبر من الأسئلة 00أنه لن يتمكن من الاجابة عنها 00فقد رحل عن عالمنا سريعا يوم الجمعة الماضى شاعرنا الكبير و الكاتب الصحفى و الناقد محمد حمزة أحد رموز الأغنية خلال الخمسين عاما الماضية 00وواحد من أهم الشعراء فى مصر و الوطن العربى ------من البداية00ولد الشاعر و الصحفى و الناقد محمد حمزة فى 20 يونيو 1940 فى مركز العدوة بمحافظة المنيا 00مكث بها عامين بحكم عمل والده فى السكة الحديد بعدها انتقل الى سوهاج و منها الى القاهرة حيث التحق بمدرسة بمباقادن ثم التحق بالمدرسة الخديوية و بعدها كلية الاداب قسم الفلسفة 00بدأحياته العملية صحفيا فى مجلتى روز اليوسف و صباح الخير و كان شغوفا بقراءة الأدب و الشعر 00قال الشاعر محمد حمزة:كنت أكتب الشعر منذ كنت صغيرا و لكن احترافى له بدأ مع الفنانة الكبيرة فايزة أحمد و هى التى قدمتنى الى عالم الغناء و اختارت أغنية أؤمر ياقمر00أمرك ماشى00لو حتى عيونى ماتغلاشى 00و خلال مشواره الفنى قدم الشاعر محمد حمزة 1200 أغنية 00و بين الأغنية الأولى و الأخيرة مشوار طويل بدأ مع المطربة فايزة أحمد 00و مر بالمطرب الشعبى محمد رشدى الى عبد الحليم حافظ و نجاة و شادية و صباح و عفاف راضى و أصالة و سميرة سعيد و هانى شاكر و مدحت صالح و غيرهم 00فيتذكر أول لقاء له مع الموسيقار بليغ حمدى قائلا:كان لقائى به أصعب لقاء و كنت وقتها صحفيا تحت التمرين بمجلة(روز اليوسف)و كنت مع الفنان محمد رشدى فى معهد الموسيقى لاجراء بروفة أغنية (عطشان ياصبايا)و حضر الموسيقار بليغ حمدى و لم أكن أعرفه شخصيا و لم أره من قبل و سألته ايه رأيك ياأستاذ؟فقد كان حاضر البروفة فانفعل بليغ و قال أنتم سوف تشوهون الفلكلور 00صدمتنى كلماته00لم أنطق بكلمةو انصرفت و عدت الى مجلتى و فى اليوم التالى علمت أن بليغ سأل عنى فى المجلة و أخذ عنوانى من المجلة و جاء الى منزلى و قال لى انت زعلان ياحمزة؟ثم شرح لى وجهة نظره و سألنى انت كاتب حاجة جديدة؟قلت له (أغنية سواح)و سمعتها له 00سواح و ماشى فى البلاد سواح00و الخطوة بينى و بين حبيبى براح00مشوار بعيد و أنا فيه غريب00الليل يقرب و النهار رواح00و ان لقاكم حبيبى سلموا لى عليه00طمونونى الأسمرانى00عاملة ايه الغربة فيه--كتب بليغ هذه الكلمات و انصرف 0ذهب بها الى العندليب الذى أعجبته و فى نفس اليوم عاد بليغ الى حمزة و اصطحبه الى حليم----سألته قدمت للمكتبة الغنائية 1200 أغنية لحن منها الموسيقار بليغ حمدى 522 0يعنى حوالى النصف ماالسر وراء هذا التلازم على مدى عشر سنوات؟00-الصفات المشتركة و الأفكار و الطبائع و الميول المتشابهة -----قدم شاعرنا للعندليب طوال مشواره الغنائى 37 أغنية بدأها بأغنية سواح و تواصل العطاء الى أن وصل الى أغنية (نبتدى منين الحكاية)و التى لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب و توقف محمد حمزة و قال لى :هل تعلمين أن الذى اختار اسم الأغنية هى زوجتى الراحلة؟و قال مشوار زواجى مع فاطمة مختار استمر خمسة و ثلاثين عاما 00كانت الزوجة و الملهمة و الرقيبة على أعمالى 00هل تتصورين أنها هددتنى بترك البيت لو أننى أعطيت أغنية من كلماتى للمطرب الشعبى كتكوت الأمير؟ و كانت تناقشنى فيما أكتب من كلمات و هى التى اختارت اسم(أى دمعة حزن لا) الت غناها حليم 00فاطمة كتبت من أجلها أغنية (قد العيون السود بحبك)و أغنية(أحلى طريق فى دنيتى)التى غنتها فايزة أحمد و أغني(نبتدى منين الحكاية)00كان من عادة عبد الحليم حافظ أن يأخذ مباشرة مايكتبه محمد حمزة الى بليغ حمدى لتلحينه و لكن عندما سمع من حمزة -لو حكينا يا حبيبى00نبتدى منين الحكاية00داحنا قصة حبنا00ليها أكثر من بداية-هنا قال حليم لحمزة:اكتب الكلمات على ورقة ثم أخذها و ذهب بها الى الموسيقار محمد عبد الوهاب فأعجبته و قرر تلحينها 00و هكذا انطلقت حكاية حب حمزة لفاطمة زوجته و أم أولاده على حنجرة العندليب الأسمر ---سألته هل هناك مايسمى شعر أو أغنية تفصيل بمعنى يقولون أنك من الشعراء القلائل الذين فصلوا أغانى لعبد الحليم حافظ؟00-ارتفع صوت ضحكته فى المكان و قال ليس بالتحديد و لكن أغنياتى مع حليم كانت وليدة اللحظة 00هل تعلمين أن أغنية(زى الهوا)كتبتها من واقع تجربة عاطفية مر بها حليم مع فتاة لبنانية غيرت وجهة نظره فى الزواج ؟هذه الفتاة فعلا حليم قرر الارتباط بها و أنا حضرت لقاءاتها مع حليم و سافرنا و بعد شهرين عدنا الى بيروت لنفاجأبدعوة من هذه الفتاة لحليم لحضور حفل خطوبتها 00لحظتها شاهدت الدموع من عيون حليم و لحظتها كتبت:و فضلت مستنى بأمانى 00و مالى البيت بالورد00بالشوق بالحب بالأغانى00بشمع قايد00بأحلى كلمة فوق لسانى00كان ده حالى ياحبيبى00لما جيت00رددنا الغنوة الحلوة سوى00و دبنا مع نور الشمع00دبنا سوى00و دقنا حلاوة الحب00دقناها سوى00و فى لحظة لقيتك ياحبيبى00ذى دوامة هوا00رميت الورد طفيت الشمع ياحبيبى00و الغنوة الحلوة ملاها الدمع ياحبيبى---و هنا قال حليم عندما قرأ الكلمات :حتى الكوارث تستغلها ياحمزة0000حديث الذكريات مع حليم لايتوقف قال :أصيب حليم بنزيف و سافر الى لندن و كان الاستعداد لأغنية (مداح القمر)و لكن عندما عاد حليم قال لى:ياحمزة هل من اللائق أن أغنى أغنية غزل بعد رحلة مرض شديدة كانت قلوب الناس معى؟00فى هذا الوقت كنت بأكتب أغنية(موعود)سمعتها لحليم و طلب منى استكمالها -موعود معايا بالعذاب ياقلبى00موعود دايما بالجراح ياقلبى00و لا بتهدا و لا بترتاح ياقلبى00عمرك ماشفت معايا فرح00كل مرة ترجع المشوار بجرح---استقبل الجمهور هذه الأغنية بالحب و التقدير و الاعجاب و كانت أغنية (ياحبيبتى يامصر)للفنانة شادية من أكثر الأغنيات التى ترددت باستمرار مع كل فرحة لمصر ثم كتب (عاش اللى قال)و كتب أغنية(و الله زمان يامصر)لوردة بعد أن عادت الى مصر بعد غياب ووردة كانت دائما تقول:أنا بحس بحنان أمى و أنا فى مصر --و عن سميرة سعيد يقول:عرفتها عندما كان عمرها اثنى عشر عاما عندما عرفنى عليها الملك الحسن و أول أغنية قدمتها لها(الحب اللى أنا عايشاه)0000و رن هاتفه المحمول 00ليتوقف الحديث و يستأذن على موعدبلقاء 00لم يمهلنا القدر فقد بدأ رحلته مع المرض و فى ليلة من الليالى فاتنا شاعرنا الكبير قبل أن يكمل حديث الذكريات و الأغنيات 00و بعد أن أهدى لنا مكتبة فنية من أجمل الأغانى التى غناها كبار المطربين)