[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
كتب الصحفى الكبير مفيد فوزى
حليم لم اكن عضوا فى مؤسسة العلاقات العامة التى كونتها عبر نصف قرن ماكان بينى وبينك كان خارج هذا الاطار وكانت المصالح غائبة ولم اكن فى حياتك الصديق الكورس وربما اغضبك هذا منى احيانا وتخاصمنابالشهور ولم اكن وحدى اصب الصدق فوق راسك فيبللك الخجل كان كمال الطويل اكثر قسوة منى واحسان عبد القدوس كان يواجهك بلا هوادة وكان على امين يوبخك على بعض تصرفاتك الصبيانية وكنت تعمل الف حساب لمجدى العمروسى فلهذا كان غضبك وخصامك ولكنه خصام امين كنت تحس بالخطا فتذهب الى صديق تعلم انك سوف ترانى عنده ونتصالح
كنت تعلم انك تعيش وتعلم ان اقامتك بيننا قصيرة فاخذت عب الحياة عبا كانك تقول لنا لاتلوموننى وكنا عليك قساة واذكر عبارتك لى فى الحلوات مسقط راسك وانت تردد لن يسعفنى العمر بتحقيق احلامى ويوم اصل لباب هذه الاحلام سيكون العمر قد تخلى عنى واتذكر يوم طلب منك احسان ان تتعهد كتابة بالا تسهر حفاظا على صحتك من هجوم النزيف ونشر هذا التعهد ليشرك القراءفى مسئولية حياتك ليلتها سهرت حتى الفجر وعندما جئت لتنام قلت لى وانا اودعك غدا سانام بكرة حنام لما اشبع وماحدش حيقدر يصحينى حيكون نومى تقيل قوى يامفيد يااخويا
هل كان يجب ان نترفق بك هل كان يجب ان نغفرلك اخطاءك الصغيرة والكبيرة هل كان يجب ان نكون معك اكثر رحمة واكثر تفهما
حليم سافرت رحلتك الاخيرة وكنا ندرك انك ستسافر سافرت بحقائبك الشخصية دون زوجة ودون ولد ولذلك عشت للحب فقط فكنت تريد زوجة لاممرضة ولاارملة وكنت تريد ولدا اوبنتا يتربى فى عز ابيه وامه لا طفلا يتيما كنت قويا لانك تعرف مصيرك ويوم رايت جسدك المبقور بعشرات العمليات وندبات الاف الحقن تالمت وتظاهرت باللامبالاة وكنت اتمنى لوانك وقفت هكذا امام عدسات التليفزيون عاريا الا من حزام صوف تربط به معدتك ليعرف الكثيرون ممن تصوروا انك تتاجر بمرضك كذبا انه الصدق كل الصدق ولو عشت حتى ترانى اقدم بكل تواضع برامجى التليفزيونية لذهبت بالكاميرا مرة الى عيادة الدكتور ياسين عبد الغفار وسلطت العدسات على اماكن الخياطة فى جسمك النحيل اثر العمليات واتابع اصابع الطبيب وهى تبحث عن مساحة لم تنغرس فيها حقنة فلايجدا لو---
حليم
وتبقى احوالى افتقدك وفى بعض الاوقات التى تهاجمنى فيها خيالات طيفك ازورك فى مقرك وعنوانك الجديد مازال السكر رفيقا لايامى احترمه حتى يبادلنى الاحترام ونقلت بعض تحقيقاتى الصحفية من صباح الخير الى التليفزيون ابنتى حنان كبرت تسمع اغانيك وتتندى عيناها بالدموع لاتذكرك جيدا منذ زارتك ووعمرها 6 سنوات كانت زوجتى امال صاحبة فكرة اصدار كتاب عنك بعنوان صديقى الموعود بالعذاب قالت امال ضع كل مشاعرك بين دفتى كتاب حتى يجف بعض حزنك
وصدر الكتاب فى ذكراك ----- وجف الدمع ولم يجف الحزن وبعد---
ماذا اقول لك---
لعلى عاتب عليك
فكل رسائلى التى اكتبها اليك لاتجيب عنها ولا بكلمة