[b]
هذا الموضوع بمناسبة ذكرى رحيل العملاق محمد الموجى يرحمه الله واسكنه فسيح جناته
من كتاب ايامنا الحلوة
فى عام 53 اخذ حليم لحن صافينى مرة من الموجى ولهذا اللحن قصة فقد قدمه الموجى بصوته فى كازينو البسفور ولكنه لم ينجح ثم اعطاه للمطربة زينب عبد الهادى ولكن اللحن فشل ايضا وعندما طلب عبد الغنى السيد لحنا من الموجى اعطاه لحن صافينى مرة ولكن عبد الغنى رفض اللحن لانه يريد لحنا صنع له خصيصا وليس لحنا مستهلكا فشل من قبل مرتين وكان الحظ اراد ان يبتسم لحليم بعد فترة طويلة من الالم برفض عبد الغنى السيد ان يغنى اللحن وقد عقد العزم ان يغنيه هو وبدا فى حفظ كلمات الاغنية واجراء البروفات وفى يوم التسجيل صدم برفض الاذاعة تسجيل اللحن لان الكلمات ذات مستوى ضعيف ورغم هذا الرفض واتته فرصة لتسجيل اللحن بعد ان انهالت عليه العروض من بعض الاذاعات لتسجيل هذا اللحن وبالفعل سجله لثلاثة اذاعات هى اذاعة الشرق الادنى واذاعة لندن واذاعة صوت امريكا وبدا يعرف طعم السعادة التى لم يتزوقها خلال سنوات عمره ومر عام على قيام الثورة واعلنت الجمهورية ولما جاء منتصف ليلة 23 يوليو 53 اقيم حفل كبير على مسرح الاندلس وادرج اسم حليم فى قائمة المطربين الذين سيقومون باحياء الحفل وبينما كان حليم ينتظر دوره فى الغناء وكان يوسف وهبى هو الذى يقدم فقرات الحفل وكان الضباط الاحرار ومجلس قيادة الثورة قد اعلنوا الغاء الملكية وقيام الجمهورية وما ان اعلن ذلكيوسف وهبى للجمهور حتى اطلقت عاصفة مدوية بالتصفيق تبارك الخير
كان القلق يعتصر الفتى الاسمر عندما قدمه يوسسف وهبى للجمهور قائلا
مع ميلاد الجمهورية اعلن لكم ميلاد مطرب جديد عبد الحليم حافظ وغنى حليم صافينى مرة وكانت بالفعل شهادة ميلاد لمطرب جديد له طعم جديد ولون جديد
وفى اليوم الثانى من الاحتفالات غنى حليم ولكن كثرة الفشل فى الماضى علمه كيف يختار الوقت المناسب للظهور على المسرح فعندما طلب من مدير المسرح ان يكون هو اول المطربين ظهورا على المسرح رفض حليم لانه كان يدرك ان الجمهور فى بداية السهرة لايكون مقبلا على الاستماع بدرجة كبيرة فاستخدم ذكاؤه الفنى وطلب ان تكون فقرته بعد انتقال الميكروفون الى الاستديو لاذاعة نشرة الاخبار ويكون هو الفقرة الاولى بعد العودة الى الحفل مرة اخرى وبالفعل تحقق له مااراد
اخبر حليم صديقه مذيع الحفل جلال معوض بان الاغنية التى سيقدمها ستكون مفاجاة حتى لايخبره باسمها لانها كانت صافينى مرة المرفوضة من الاذاعة فقبل معوض ان يقدمه كما يرغب لجمهور الاذاعة فى حين قام يوسف وهبى بتقديمه لجمهور المسرح
وظهر حليم على المسرح تصاحبه عاصفة من التصفيق المدوى جعلته يشعر بالارتياح واشار بيده لفرقته فعزفت المقدمة الموسيقية للحن صافينى مرة فصفق الجمهور طويلا فبدا فى الغناء ولما انتهى غناء الاغنية ارتفع التصفيق اكثر واكثر وهو غير مصدق وخرج من المسرح ولكنه لم ينم من فرط الفرحةوظل يسير على قدميه حتى اسدلت الشمس خيوطها الذهبية على وجهه وهو يسيرهائما فى شوارع القاهرة ومنذ ذلك الحفلة اصبح نجما من نجوم مسرح الاندلس فغنى اغانيه القديمة التى لم يتقبلها الجمهور فاصبحت تستقبل بالتصفيق والاعجاب وبعد النجاح الذى حققته اغنية صافين مرة فى تلك الحفلة طلبت منه الاذاعة المصرية ان يسجلها لها بعد ان تزايد عليها طلب الجمهور