[b]
من مجلة اخبار النجوم
يقول الدكتور احمد شوقى عبد الفتاح فى كتابه نجوم الرومانسية مشوار الفنى العاشق عبد الحليم حافظ قائلا
تخصيص حليم بجانب الغناء طبعا فى الحب والرومانسية وقدم للسينما المصرية فرصة اقتنصها وهى تعلم ان هذا الفتى الضعيف البنية صاحب الحنجرة الذهبية لن يتكرر كثيرا فهنيئا لمن عانقت كاميراه وجهه وقامته القصيرة وخطواته المبعثرة وكان حليم ومايزال ظاهرة فريدة فى الغناء والتمثيل فقد كان يمتلك القدرة على التاثير التى يمتلكها الزعماء ولكن طاقته التعبيرية تركزت فى حنجرته واستطاع بعد ذلك ان يفرض اسلوبه الخاص فى التمثيل لان الجماهير احبته قبل ان تراه واقبلت على افلامه لتكون قريبة منه وربما تتعرف عليه بشكل افضل بفن حليم كرمز للرجل الرومانسى ورومانسيته اعتمدت بشكل اساسى على مظاهر الضعف والرقة الذى يتحلى بها لتصوره على انه الحبيب المظلوم او الفقير او المريض وبذلك يكتسب عطف الجمهور فقد كان نابعا ايضا من طبيعته الرومانسية السينمائية التى اضفت عليه روح التمرد التقليدية للرومانسية هذه المسحة من الطبيعة التى تجعل من البطل الرومانسى شبيها بالجمهور لايتمتع سوى بقدرته التعبيرية عن مشاعره
قدم حليم صورة البطل الرومانسى فى اغلب افلامه ففى ايامنا الحلوة يقدم دور المحب الذى يتخلى عن حبه لصديقه عمر الشريف بعد ان يكتشف ان حبيبته فاتن حمامة تحب هذا الصديق وفى ايام وليالى يلعب دور الابن الذى يتسم بالامانة والصدق ويقدم نفسه للشرطة بديلا عن ابن زوج ابنه حفاظا على العائلة والمبادى معا وفى موعد غرام الفتى المستهتر الذى يطارد الصحفية ولكن مرضها بالشلل يجعلها تخفى عنه مشاعرها ويرضى بدور المحب الضائع حتى يعرف الحقيقة وتعود اليه حبيبته وفى بنات اليوم يقدم دور الفتى الذى يخطى فى اختيار حبيبته ويكتشف بعد مرور لوقت انه يحب شقيقتها فى كل هذه الافلام الستة عشرة التى قدمها على مدار رحلته السينمائية كان هو هذا الحبيب التى تظلمه الدنيا لسبب يختلف من فيلم لاخر وهوالذى يقدم التضحيات او يعانى ويضحى من اجل غيره فى عالم من المشاعر الصافية تحيطه المشكلات وتعوق وصوله الى الحبيب
ولكن هل انفصل حليم عن قضايا وطنه وهل كان حليم الرومانسى سينمائيا يتمتع بوعى مفارق عن وعيه الغنائى والذى كان يلاحق الاحداث بالمشاركة الغنائية والتعبير عن الحس الجماهيرى للحدث وتحفيز الناس باتجاه حدث قومى مثل بناء السد العالى او مواساتهم كما فى النكسة
الحقيقة ان حليم احتفظ بوعيه الغنائى دون كلمات ومارس دورا مكملا للغناء وفق حدود الحرية الممنوحة له وطبيعة السينما وتكوينه البدنى والنفسى كانت افلام حليم تضفى نوعا من الرومانسية على الحياة الاجتماعية بحيث نتصور من خلال هذه الافلام ان وراء كل باب قصة حب وخلف كل شباك رسالة غرام وفى افلام حليم لانرى موظفا مرتشيا او كسولا والشرطة تبدو رومانسية فى تعاملها مع المواطنين فالضابط فى الخطايا يقتسم معه مرتبه كسلفة والمنازل تبدو جميلة والشوارع انيقة ولم تكن الثورة بحاجة اكثر من هذه الافلام لتقول ان الشعب ياكل وهو يغنى وينام وهو يحلم بالغد المشرق