فى احدى المجلات كتب الكاتب الكبير الراحل-أسامة أنور عكاشة-(ياحبيبى عشت أجمل عمر فى عنيك الجميلة00عشت أجمل عمر00أوصل الأيام مع الأحلام بغنوة شوق طويلة00للرموش السمر00من منا يسمعها الآن ولا تغرورق عيناه؟00 لقد صار صوت الفتى الأسمر الذى صاحب شبابنا أخا وصديقا ورفيقا لكل ذكرياتنا 00عبد الحليم00حلم كما كان يناديه محبوه 00وأحباب عبد الحليم هم ملايين المصريين الذين عاشوا فى صوته كل أحلامهم 00وعاش صوته فى قلب أيامهم00كان عبد الحليم قطعة من روح هذا الشعب وظهوره توافق فى صدفة قدرية نادرة مع قيام ثورة يوليو فصاحبها وكان منشدها والمعبر عن توجهاتها فى مرحلة النهوض والشموخ وأيضا فى مرحلة الانكسار والأحزان 000من نفوت على الصحرا تخضر00تشقى وشوش الناس تحمر00و00ريسنا ملاح ومعدينا00عامل وفلاح من أهالينا00ومنا فينا الموج والمركب00والصحبة والريس والزينه00والحلم بتماثيل على الترعة00ودار للأوبرا فى كل قرية00وأمة الأبطال من العلماء والعمال00الى00وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها00جانا النهار ماقدرش يدفع مهرها00ولم يكن غريبا أن يقترن ظهور عبد الحليم بظهور مجموعته الذهبية من الملحنين 00وكان ظهور عبد الحليم واكتساحه لكل أصوات عصره تعبيرا عن حركة(القانون الطبيعى)00ربما غص قلمى بالحزن وهو يكتب هذه الكلمات مابال الأرض الخصبة قد بخلت أخيرا 00فلم تواصل عطاءها00؟وما بالها لم تخرج نبتة عبقرية أخرى بعد(حلم)00وتركت الساحة مرتعا للضفادع والجنادب من أصوات مدعيى الغناء وعديمى الموهبة ؟00فهل تصدقنا يا(حلم)اذا قلنا أننا نبكيك كل يوم00ونسألك 00ألا تساوى دموعنا دموع(ايزيس)فتجمع أشلاءك وتعيد بعثك الينا؟00ألا من عودة ياحلم؟00ألا من نبتة عبقرية مثلك تشق أديم الأرض المصرية فتعيد الينا أيام الحلم الجميلة 00وتعيد معها أشواق وعذابات وأفراح شبابنا؟ دعك منا 00فربما أخذ جيلنا كل نصيبه من الفن الجميل على أوتار صوتك 00فماذا عن أبنائنا؟ألا يستحقون حلمهم؟00ألا ترى أنهم وبعد أن غشيت آذانهم ركامات الزيف والادعاء وقد بدأوا يركنون الى واحة صوتك؟00أبناؤنا ياعبد الحليم يعرفونك 00يعشقون صوتك 00ولأنهم يعرفون أنك لن تغنى لهم 00فهم يجلسون على محطة الانتظار 00فلا تطل انتظارهم أما نحن فما زلنا نترنم بأهازيجك 00ونحن على نحنى الشارع الطويل تنعكس فى دموعنا أضواء القناديل 00وتخفق فى قلوبنا همسات الشجن القديمة 00حكينا حكينا والدمع فى عنينا00رايح رايح ولا تسأل علينا00)