[b]
من كتاب العاشق الذى رحل عبد الحليم حافظ
كان يحلم لنا نحن الحيارى التائهين نحن السهارى العاشقين
كان يحلم لنا بغد اكثر املا وتفاؤلا واكثر فرحة وسعادة
كان يغنى لنا للصبر وللشوق وللحنين وللحب ولاحلام السنين
كان يتالم لاجلنا يبكى لبكانا يحزن لاحزاننا يصرخ يئن لانيننا
كان واحدا منا كان اخا وصديقا كان ابنا ورفيقا كان رمزا لنا كان سفيرا لاشواقنا
كان ابن هذه الارض ابن العمال والفلاحين وكل البسطاء المحرومين
كان الفقير الذى تربع على عرش من ذهبوفضة وان احاطته اشواك المرض
كان المحروم الذى غاص فى الاعماق واتى بخاتم سليمان وان ضاع منه فى الطريق
كان اليتيم الذى صار ابنا للملايين على اض مصر والعروبة
كان الجراح الحانى الذى عرف كيف ينتزع المرارة من المرضى دون الم وبلانزيف
كان العازف الماهر الذى عرف كيف يعزف على الاوتار الحساسة اوتار القلوب والمشاعر
كان البلسم الشافى للقلوب الجريحة فى وقت كثر ت فيه الجراح وعز فيه الدواء
كان عاشقا لهذه الارض ارض مصر العزيزة الغالية الطيبة غنى لها ولترابها المقدس احلف بسماهاوبترابها
كان عاشقا لنيلها العظيم سر الحياة والخضرة والعطاء غنى له ياتبر سايل بين شطين ياحلو يااسمر
كان عاشقا لبحرها الدافىء على رمال شطه سار ولمائه الصافى ورمله الاصغر ولثغره الجميل غنى يااحلى بحر واحلى رمل واحلى مية
كان عاشقا لوطنه غنى له فى المعارك والانتصارات فى الاحزان والافراح
غنى لسده العظيم قولنا حنبنى وادى احنا بنينا السد العالىغنى له ولشعبه بالاحضان يابلادنا ياحلوة غنى فى معاركه يااهلا بالمعارك فدائى وعدى النهار وفى انتصاراته خللى السلاح صاحى وياجوامع كبرى للنصر وقومتى يامصر وباركى الولاد ياصبية وغيرها من سيمفونيات النصر الخالدة
وكان اخر ماغناه العاشق الراحل هى اغنية افراح القنال او النجمة مالت عالقمر فى حفل افتتاح قناة السويس عام 75 ثم فى الذكرى الاولى لافتتاحها فى يونيو 76 ولوعاش لنهاية 77لغنى للعالم اجمع انشودة سلام
كان عاشقا للنغم فاصبح نغمة تتردد فى كل مكان كان عاشقا لمصر وللعروبة احب مصر ممن اعماقه احب فيها الارض والنيل والربيع والبسمة والعبير وهبها عمره وحياته فوهبتهالسعادة والمجد وعشق الملايين له ولصوته وفنه فى كل الارجاء
احب وطنه الكبير وهبه الامل فى غد مشرق سعيد اعطاه نغما وشجنا اسعد شعوبه غنى لهم حلم معهم تمنى لهم
انه الحالم الذى كان يحلم لنا بليل هادىء يصاحبه بدر ونجوم تمحو دجاه
انه العاشق الذى ذاب عشقا وهياما وغرق فى بحر الحب سهرا وغراما ثم غنى لنا اسمعنا قصة حبه وعشقه حكاها لنا قصة غناها لنا اغنية اطربنا اسعدنا
حتى الصباح غنى لنا اقبل الفجر قبل موعده مترفقا به اشرقت الشمس مبكرا رحمة به لكنه اصر ان يغنى ان يعطى ان يحترق من اجلنا طلع النهار لكنه اصر ان يظل واقفا فوق خشبة المسرح من خلفه الفرقة الموسيقية تعزف اجمل الالحان واحلى الانغام الدنيا ساهرة والعيون طار منها النوم وهو لايزال يردد اهاته ونغماته لايزال يوزع بسماته لايزال يشدو للحب والامل ولايزال يدعو للتفاؤل والسعادة انه الفنان الذى عاش يردد
اى دمعة حزن لا
اى جرح فى قلب لا
اى لحظة حيرة لا
حتى نار الغيرة لا
عايشين سنين احلام
دايبين فى احلى كلام
لاعرفنا لحظة ندم
ولافخوم من الايام