اهدى هذه المقالة لأخى الحبيب مصطفى مع الشكر لك لتشجيعك الدائم لنا-----(ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين فى بيتك؟ربما لاتكون أنت متدينا بالمعنى المتعارف عليه فى مجتمعنا الا أن ذلك لن يثنيك عن اكرام الضيف ومحاولة عدم جرح مشاعره أو معتقداته000الغير معقول هو موقف أحد أصدقائى الغير متدينين حين زاره شيخ متدين فى بيته فما ان دخل ذلك الشيخ بيت صديقى حتى قام صديقى وقال للشيخ
سأثبت لك أنى احتفل بقدومك وزيارتك الطاهرة فقط أعطنى دقيقة)دخل عليه صديقى وفى يده زجاجة من الخمر ويحمل على كتفه سماعات ضخمة تخرج منها موسيقى صاخبة لفرقة من فرق عبدة الشيطان ووقف صديقى فى منتصف الغرفة يرقص احتفالا بزيارة الشيخ ثم مال على الشيخ قائلا
هلت)أنوارك000ياشيخ ان شاء الله00000000الشيخ هو شهر رمضان وصديقى الغير متدين هو الاعلام العربى الذى نحسن به الظن معتبرين أنه أراد أن يحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك (بغشامة)فوضعنا جميعا فى موقف لانحسد عليه000000هكذا يرى الدكتور الراحل مصطفى محمود فى احدى مقالاته أن الاعلام العربى يفسد رمضان ولايحترمه ونتوقف مع كتابه(الاسلام ماهو؟)الذى يشرح فيه مفهومه للصيام000000الدين ماهو؟يقول صاحب(العلم والايمان)فى كتابه بوضوح أن الدين ليس حرفة ولايصلح لأن يكون ذلك ولاتوجد فى الاسلام وظيفة رجل دين فالدين كما يعرفه د0مصطفى محمود فى كتابه هو حالة قلبية واحساس باطنى بالغيب وادراك مبهم لكن مع ابهامه شديد الوضوح بأن هناك قوة خفية حكيمة مهيمنة عليا تدبر كل شىء احساس تام قاهر بأن هناك ذاتا عليا وأن المملكة لها ملك وأنه لامهرب لظالم ولاافلات لمجرم وأنك حر مسئول لم تولد عبثا ولاتحيا سدى وأن موتك ليس نهايتك وانما سيعبر بك الى حيث لاتعلم الى غيب من حيث جئت من غيب والوجود مستمر 000وهذا الاحساس يورث الرهبة والتقوى والورع ويدفع الى مراجعة النفس ويحفز صاحبه لأن يبدع من حياته شيئا ذا قيمة ويصوغ من نفسه وجودا أرقى متحسبا لليوم الذى يلاقى فيه ذلك الملك العظيم مالك الملك0000فالاحساس بالمسئولية والشعور بالحكمة والنظام والجدية فى كل شىء هو حقيقة الدين 0000فالقلب كما يقول د0محمود هو عمدة الدين مالذى يشغله؟وبم تتعلق الهمة وما الحب الغالب على المشاعر؟ولأى شىء الأفضلية القصوى؟وماذا يختار القلب فى اللحظة الحاسمة؟والى أى كفة يميل الهوى؟000000وينتقد الدكتور مصطفى محمود المظاهر التى تحول اليها شهر رمضان الذى هو فى الأصل شهر للطاعات قائلا:هذه المعانى الراقية ليس منها مانعرف فى صيام اليوم من فوازير ونكات وهزليات وصوان ومسرات وسهرات وانما الصائم يفرغ نفسه للذكر وليس التليفزيون ويخلو للصلاة وقيام الليل وتلاوة القرآن وتدبر معانيه وقد كان رمضان دائما شهر حروب وغزوات واستشهاد فى سبيل الله كانت غزوة بدر فى رمضان كما كانت حرب التتار فى رمضان وحرب اسرائيل فى رمضان 000ذلك هو الصيام الرفيع وليس سهرا امام التليفزيون بطول الليل وليس قياما متكاسلا فى الصباح الى العمل وليس نرفزة وضيق صدر وتوترا مع الناس فالله غنى عن مثل هذا الصيام وهو يرده على صاحبه ولايقبله فلا ينال منه الا الجوع والعطش000وانما الصيام هو ركوب لدابة الجسد لتكدح الى الله بالعمل الصالح والقول الحسن والعبادة الحقة واسأل نفسك عن حظك من كل هذا فى رمضان وستعلم الى أى حد أنت تباشر شعيرة الصيام)