[b]
من كتاب العاشق الذى رحل عبد الحليم حافظ للشاعر على ناجى
هكذا قال العندليب وهو معلق بين الحياة والموت بمستشفى كينجز كوليدج فى الاسبوع الاخير من شهر مارس وكانه قد استسلم لامر الله وقضاء القدر بالحقيقة المؤكدة لحياة كل انسان على الارض وهو الموت لقد كانت لحظات طويلة من العذاب والالم عاشها العندليب وحيدا غريبا فى لندنقال بعدها كلمته الاخيرة فى الحياة وفى الموت واشياء كثيرة تتعلق بالفن ومستقبل الاغنية وايضا تكلم عن مصر حبيبته ام النيل الاسمر
كانت الصحف تعلن كل يوم عن تحسن وسوء حالته الصحية ويتصل حليم بالكثيرين من الاصدقاء والاحباب ليطمئنهم على صحته واحواله ويقاوم الالم فى صمت وهدوء حتى لايقلق عليه احبائه ولكن لاتستطيع عينيه ان تخفى نظرات الحزن والالم والشرود والخوف من المجهول والجراح التى تنزف داخله وصوته لايستطيع ان يخفى نبرات الحزن والمعاناة لكل من يتحدث معه او اليه
وهكذا كانت الصحافة تلعب باعصاب الملايين من عشاق العندليب وتصيبنا بالحيرة والقلق والخوف على حياة ومصير ذلك البلبل الجريح الذى يئن ويصرخ فى صمت بعيد عن ارض الوطن ولانملك حتى ان نطمئن عليه او نراه باعيننا وان نشد على يديه وان نبتسم فى وجهه وان نزرع فى قلبه الامل فى الحياة والعودة سالما الى ارض الوطن فلم نجد غير اللهعز وجل نرفع اليه ايدينا خاشعين ليرحم ذلك الانسان النابض بالامل ويمن عليه بالشفاء والعودة الينا سالما معافى ليملا لنا الحياة بهجة وفرحا ولكن اله عز وجل كان ارحم عليه منا فاراده الى جواره ليريحه من عناء الدنيا والامها
لقد عاش العندليب يصرخ ويبكى ويتالم مع كل اغنية غناها ولاخر لحظة كان يردد دائما اغنيته الحزينة فى يوم فى شهر فى سنة تهدى الجراح وتنام ومرى جرحى انا اطول من الايام وظل يردد ايضا اه من الايام اه لم تعطى من يهوى مناه مالى احس اننى روح غريب فى الحياة وايضا رحماك من هذا العذاب قلبى من الاشواق ذاب ليلى ضنى صبحى اسى عيشى على الدنيا سراب وعاش يردد لكن سمائك ممطرة وطريقك مسدود مسدود ويردد ايضا فى اشهر اغانى الالم موعود فى سكة زمان راجعين فى نفس المكان ضايعين لاجراحنا بتهدى ياقلبى لاننسى اللى فات ياقلبى وعاش يغنى دائما لواى اعرف خاتمتى ماكنت بدات واخيرا كان سيعود ليردد على الملا اخر سيمفونيات الالم جايين الدنيا مانعرف ليه ولارايحين فين ولاعايزين ايه لذلك لم يكن لدى احد اجابة شافية او كافية للرد على كل هذه الاسئلة غير الله عز وجل