كتب الصحف عاطف اباظه فى الاهرام فى21 مارس 2010
إنه العندليب الأسمر ابن قرية الحلوات مركز الإبراهيمية شرقية الذي ولد في21 يونيو1929 صاحب الصوت العذب الذي انطلق بالغناء ليسعد الجمهور رغم آلامة ومرضه المزمن الذي تربص به منذ البداية كان الحزن في بيت بسيط حيث الوالدة قد رحلت يوم ميلاده والوالد فلاح بسيط يزرع القطن ويتاجر فيه بالقرية وكبر الطفل وانتقل إلي الزقازيق ليعيش وغني واستمر في الغناء ثم انتقل للقاهرة والتحق بمعهد الموسيقي وتخرج عام1948 وعمل مدرس أناشيد بمدرسة الزقازيق الابتدائية براتب7 جنيهات شهريا وترك المدرسة وعاد للقاهرة.
مشي حليم علي الأشواك حتي استطاع أن يقطف الورود عندما انفتح باب الثراء جاء النزيف في فجر الثلاثاء13 سبتمبر1953 بدأ حليم مشواره السينمائي في عام1951 حيث قدم(15) فيلما كما عمل دوبلاج بصوته كمطرب في الفيلم الهندي( مصباح علاء الدين) وغني أربع أغنيات تقاضي5 جنيهات عن كل أغنية ثم في عام1955 قدم( لحن الوفاء) وفي كل افلامه كانت صورته في الغالب شخص منكسر.. هذا الشاب الواهن الضعيف كسرته الحاجة والصحة والحرمان من الأسرة ومع هذا فإن الشخصيات التي جسدها لم تتوقف عن الغناء ابتهاجا بالحياة ولم تضع علي رأسها متراس اليأس بل اجتازت الصعاب وعبرت الأزمات وصعدت إلي قمة أهدافها وقد ساعدت هذه الشخصيات في صناعة الإعجاب بهذا الشاب الوسيم الأسمر النحيل الذي لا يعرف من لغات الحياة سوي الحب والرومانسية والتضحية والفداء, وهل هناك شخصية تحمل مثل هذه السمات وقد خلت افلام الفنان الكوميدية تماما من هذه الأجواء فبدا فيها أكثر اشراقا مثلما حدث في فتي أحلامي وليالي الحب وشارع الحب وأخيرا قال حليم: أنا واحد من الذين لم يولودوا في أفواههم ملعقة من ذهب.
أنا عشت في دوامة الحرمان والتقطت أذناي صيحات الألم منذ لحظات العمر الأولي.
أنا أحس بالحب في جميع صورة وألوانه
أنا ابن هذا الأرض الطيبة
أنا ابن هذا الشرق الذي يضع للتاريخ أزهي امجاده
غنيت للألم لأنني عشت معه في رحلة طويلة شاقة
وغنيت للحب لأنني في ظما إليه
وغنيت للوطن لأن أمجاده هي مصدر الوحي لكل عظيم وراءه تتفجر به القلوب
وسأغني دائما
وكلما لقيت قلوبنا متجاوبة مع أغنياتي سأظل أحس بالشي الممتع الذي يضمر نفسي ويلف مشاعري الشيء الذي يسمونه السعادة.