محاكمة عاجلة

محاكمة عاجلة


لقد قرأت هذه القصة فى احدى المجلات وشعرت بأنى هذا الانسان
فأحببت أن أضعها لكم


بينما كنت أجلس أتسلى بقلمى عله يطاوعنى فى كتابة شئ يفيدنى ويفيد غيرى إذ بخيالى يشير علىّ بحضور جلسة طارئة بمحكمة المحاسبة ، فرحبت بالفكرة وقررت أن أكون مبعوثا امينا أنقل مجريات هذا الحديث بكل صدق وأمانة .

لحظات قصيرة وإذا بى ألج قاعة المحاكمة التى كتب على بابها

"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "

وشاء الله أن يتزامن وصولى وانطلاق المحاكمة ، وكم كانت دهشتى عظيمة عندما صاح القاضى مناديا على المتهمين :
" ليتقدم الإنسان والنفس " .
وتقدم الإنسان بخطى ثقيلة متعثرة ، وتبعته النفس كاسفة البال حزينة الحال ، حينها لم أصدق عينيّ من فرط دهشتى ، ذلك أننى أعرف جيدا قصتهما ، فياترى ما الذى اوصلهما إلى هذا المكان ؟
وراودتنى اسئلة كثيرة زادت حيرتى وقلقى ، ورحت أتابع تفاصيل الأحداث بشغف كبير .


القاضى : إنكما متهمان بالتقصير فى أداء الواجبات والتآمر على أحكام الله وفرائضه ، فما قولكما ؟
الإنسان : ( متلعثما ) " سيدى القاضى ! أنا برئ مما نسب إلى
وكل ما قيل فىّ كذب وبهتان "
.القاضى : وأنتِ أيتها النفس ؟
النفس: وأنا كذلك بريئة مما اتهمت به ، والبينة على من ادعى " .
( يبتسم القاضى ثم يأمر المدعى بالحضور أمامه ليدلى بشهادته أمام الملأ ... ويقوم الضمير من مكانه وما كاد المتهمان يبصرانه حتى شعرا بالخيبة والهوان ) .
القاضى: تكلم ايها الضمير !
الضمير : سيدى القاضى ، إننى لم أتقدم بشكواى إلا بعدما استفحل الأمر ، وثبت لى أن السكوت عن الحق شيطنة خرساء ، وإننى لأتعجب لهذين الشخصين كيف ينفيان ما نسب إليهما ، وهما يعلمان علم اليقين بشهادتى وشهادة غيرى بما اقترفاه من مخالفات ، والدليل أمامكم سيدى القاضى بكل تفاصيله ضمن الشكوى المقدمة .



القاضى: وهل هناك شهود غيرك
الضمير: نعم ، وهم حاضرون معى .
القاضى: ليتقدم الشهود ، وليدل كل منهم بما شهد .
العين:سيدى القاضى ، إن الشخص الماثل أمامكم لم يتق الله فى بصره ، فاستحل ما حرم الله النظر إليه ، بل استخف بقوله تعالى : [ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ... ] النور / 30
وهو يعلم جيدا أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس .
الأذن: وإنه ـ سيدى القاضى ـ لم يتوان لحظة من حياته عن سماع الكلام الفاحش ، وكلما ذكر بآيات الله أعرض ونأى ، ولم يزده ذلك إلا نفورا .
اللسان: إضافة إلى ما قاله الشاهدان فإن المتهم لم ينته عن الغيبة والنميمة ، فكم من جلسة عقدها لينهش لحوم الناس ويتكلم فى أعراضهم من دون الاكتراث لقوله تعالى : [ ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه .... ] الحجرات /12
القلب : ولطالما ـ سيدى ـ أساء الظن فى غيره ، وأضمر لهم الحقد والبغضاء ملصقا التهم بالأبرياء من بنى جنسه .


القاضى : شكرا لكم ، تفضلوا بالجلوس ، هل عندك ما تضيفه أيها الضمير ؟
الضمير: زيادة على ذلك ـ سيدى القاضى ـ أن المتهم لم يؤد أمانة الله التى أوصاه بها فى محكم التنزيل والتى بفضلها نال منصب الخلافة فى الأرض .
القاضى: ( مقاطعا للضمير ) : ماذا قلت ؟ لم يؤد الأمانة ، إن هذا الأمر أشد خطرا مما ذكره الشهود
التفت القاضى إلى الإنسان وعلامات الغضب والقلق بادية على وجهه ، ثم قال : أصحيح ما سمعت ؟
الإنسان: ( مرتبكا ) : نعم سيدى ....
القاضى: وما السبب فى ذلك ؟
الإنسان: إنها النفس الأمارة بالسوء .
القاضى: النفس ؟ ! وكيف ذلك ؟
الإنسان: لقد تآمرت هى والشيطان علىّ فأغريانى باتباع الشهوات مقابل التنازل عن أداء الأمانة ، فكان لهما ما أرادا ولولاهما ما وقعت فيما وقعت فيه .
القاضى: عجيب أمرك أيها الإنسان ، كيف تستجيب لمطلب الأعداء وأنت لك مستشار محنّك أكرمك الله به ، فلماذا لم تعرض عليه الأمر قبل الإقدام عليه ؟


وأمام هذه الكلمات لم يجد الإنسان بدّا من الاعتراف بجرائمه المرتكبة ، حينئذ صمت القاضى مفكرا ثم أصدر القرارات الآتية :
بناء على الشكوى المقدمة من الضمير وبناء على ما جاء فى تصريحات الشهود ، حكمت المحكمة على الإنسان بما يأتى :
1- الرجوع إلى الله والإنابة إليه .
2- المحافظة على الصلوات .
3- الإكثار من الذكر وقراءة القرآن .
4- استشارة العقل فى جميع الأحوال .
5- أن يسد على النفس جميع منافذ الغواية .
6- أن يذكرها بالله كلما حاولت ارتكاب معصية .
7- الحرص على أداء الأمانة التى حمّلها الله إياه .
وفى حالة تمرده على تنفيذ هذه القرارات بصفته المتهم الرئيسى فى القضية فإن سجن جهنم هو الماوى ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم .
رفعت الجلسة .

جزاكى الله كل خير اختى الغالية
تسلم ايدك وشكرا جزيلا لكي

جزاكى الله خيرا اختى فاير كوين على هذا الموضوع الرائع جدا

محمد صديق سليم كتب:

جازاك الله على هذه المحاكمة المؤثرة
والمذكرة لمن أراد أن يتذكر

جزانا واياك اخى الكريم
واشكر لك مرورك العطر

Bossy 7alim كتب:

جزاكى الله كل خير اختى الغالية
تسلم ايدك وشكرا جزيلا لكي

كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل
بارك الله فيك

عاشقة حليم الاسكندرانية كتب:

جزاكى الله خيرا اختى فاير كوين على هذا الموضوع الرائع جدا

يــســعدني ويــشرفني مروورك الحار
وردك وكلماتك الأرووع
لاعــدمت مرورك الـعطر

Andlibi lover كتب:

فذكر فان الذكري تنفع المؤمنين ...جزاكي الله خير وجعله فى ميزان حسناتك

يشرفني تواجد امثالك بيننا
بارك الله فيك وفى مرورك المبارك