خطاب من بليغ حمدي إلي شادية عمره 20 عاماً
هذا الخطاب الذي وقع بين أيدينا خطه الموسيقار الراحل بليغ حمدي إلي المطربة الكبيرة شاديه وهو في لندن عام 1988 يعاني ألام الوحدة و ألام المرض وفيه يشكو لها مرارة الغربة والبعد عن مصر .
هذا الخطاب سوف يكشف عنه الموسيقار الكبير محمد سلطان في الحلقة الجديدة من برنامج "سلطنة" التي أعدها عن الموسيقار بليغ حمدي ويستضيف فيها الكاتب الصحفي والناقد محمد سعيد والمطربة عفاف راضي والموسيقار صلاح عرام والمطرب المصري المغترب مصطفي النحاس الذي لازم بليغ حمدي 4 سنوات في لندن .
سألت الموسيقار الكبير محمد سلطان عن قصة هذا الخطاب فقال : أنا اعرف خط الموسيقار بليغ حمدي وأسلوبه في الكلام ، و أنا متأكد انه فعلاً من بليغ حمدي ، وقد جاءني هذا الخطاب وقررت أذيع محتواه في البرنامج.
وعلمت محيط " أن هذا الخطاب الذي سوف يكشف عنه محمد سلطان النقاب قدمه له احد أقرباء بليغ بعدما عرف أن سلطان سوف يخصص حلقة من برنامجه الجميل سلطنه الذي يبث على محطة art طرب عن بليغ حمدي
وهذا هو نص الخطاب كما كتبه بليغ بخط يده ؟
لندن في 2/12/1988
[صورة من الخطاب]
صورة من الخطاب
أختي الغالية الفنانة الحبيبة لكل إنسان في بلدي مصر .. شادية
اكتب لك من وحدتي القاتلة .. من غربتي النفسية العميقة
من مرضي الذي يها جمني في كل لحظة ... الكبد .. الأعصاب .. المرارة وهي الشيء الجديد الذي جد علي واحمد الله واشكره علي الجرح كما ع الفرح
شوشو .. أتابعك من هذا البعد العميق .. في سفرك .. ورجوعك بألم البعد وفرحة العودة لتراب مصر .. وكم كنت أتمني رغم المرض أن انتهي من لحن كلمات صغتها بدمع لبلادي في أكتوبر وقد سميتها لحظتها " هديه من مغترب "
تصوري انه ينتابني أنا اخيراً الإحساس بأني مغترب
أختي الغالية
لست ممن يهربون من مواجهة المصاعب وأنت تعلمي عند اخوكي الصعيدي .. لذا عندما اختلف الأطباء هنا في الرأي علي مشكلة المرارة .. فبعضهم يصر علي أن العملية الجراحية ضرورية والأخر يعترض قررت العودة فوراً إلي مصر بمجرد تسلمي الأشعات الأخيرة مهما كلفني الأمر .. فالموت في بلادي أهون من أي غربه ..
وأتمني أن توافق مصر علي إكمال علاجي في أي مستشفى على ترابها وإجراء العملية فيها .. وهذا ما سأرسله في برقيه .
بعدها أعود فوراً وبعد العلاج مستعد أن أواجه قدري بإيمان بالله ورحمته الواسعة ،
أخوكي
بليغ حمدي
وقد علمنا أن الخطاب وصل للسيدة شاديه في حينه وأنها أبلغت شقيقه مرسي سعد الدين بتأثرها الكبير بكلمات بليغ وأكدت على تلبية أي مساعده يمكن أن يطلبها منها ،لكن مرسي سعد الدين شكرها ، ووعدها بنقل رسالتها إلي بليغ حمدي .
وبليغ حمدي وشادية كانت تربطهما علاقة إنسانيه قديمة قالت عنها ذات مرة في حوار صحفي أجرته معها الكاتبة الكبيرة حسن شاه:
أنا وبليغ نعرف بعضنا منذ كنا أطفالا نسكن نفس الحي ، ومنذ ذلك الوقت والموسيقي هي حياة بليغ .. كان يعزف علي العود .. وكنا نعاكسه أنا وصديقاتي أثناء عزفه فيطردنا بعيداً .. أما لقائي الفني ببليغ فقد بدأ بأغنية " مكسوفة " كما غنيت له في نفس الفترة الأغنية التليفزيونية " أنا عندي مشكلة " وبعدها لم يلحن لي بليغ شيئاً هو أو غيره من الملحنين لأنني كنت قد قررت التوقف عن الغناء و الاكتفاء بالتمثيل فقد شعرت بأنني أتطور في التمثيل ولا أتطور في الغناء .. قررت أن أقدم للناس مغنى جديداً ، وإما لا أقدم شيئاًَ علي الإطلاق .. وبالفعل توقفت عن الغناء حتى جاءني بليغ بعد سنتين بأغنية " آه يا اسمراني اللون " وتختتم شاديه كلامها في هذا الحوار عن بليغ حمدي قائله :
احلي شيء في بليغ انه يعبر عن موضوع الأغنية ككل .. وأيضا يعبر عنها بالتفصيل .. جملة .. جملة ، ثم أن الحانه أحس بها نابعة من بلدنا .. من ذوقنا .. من إحساسنا .. وفي نفس الوقت هي ألحان متطورة عصرية .