أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني
بليغ حمدي «سيرة الحب الحزينة» ووردة «آخر عمالقة الطرب».. رحلة فن وحياة ضد النسيان
القاهرة - أحمد الجندي
غنت وردة من ألحانه ما يزيد عن 120 أغنية من أنجح أغنياتها اضافة إلى ألحانه لأعمالها الفنية الأخرى
عانى كثيراً في سنوات حياته الأخيرة بسبب قضيته الشهيرة وكانت وصيته الأخيرة «أدفنوني بجوار أمي»
هو احد أهم عباقرة الموسيقى في القرن العشرين.. موسيقاه أصبحت لحنا أسطوريا أبديا سيضل ساكنا في وجدان الأجيال على مر العصور ورغم ما يقرب من 20 عاما على رحيله مازال صاحب الحضور الفذ والمستقر في أعماق كل من يتذوق الموسيقى ويصغى لها.. هو حالة فنية خاصة جدا عاش حياة مليئة بالمتناقضات ما بين فن وعبقرية وسعادة وجنون وعشق غريب للفن والمرأة والحياة.. وهي واحدة من أهم وأجمل الأصوات الغنائية في النصف الأخير من القرن الماضي .. حلاوة وجمال صوتها وعبقرية أدائها واحساسها يحتل مكانة كبيرة في وجداننا جميعا كعرب من المحيط الى الخليج.. ظلت على القمة طوال ما يقرب من 50 عاما وحافظت على استمراريتها ووجودها على القمة على مدى هذه السنوات الطويلة رغم كل ما مرت به الساحة الغنائية من ظواهر وغرائب. وصفوها بأنها آخر جيل عمالقة الغناء والطرب الشرقي الأصيل ورغم رحيلها العام الماضي سيبقى صوتها ومشوارها وابداعها الفني الطويل والرائع ماثلا في أذاننا ووجداننا طويلا.
هو الموسيقار الكبير بليغ حمدي «سيرة الحب الحزينة» وهي الفنانة الكبيرة وردة «آخر عمالقة الطرب الأصيل» جمعتهما رحلة فن وحياة طويلة وقدما معا أحلى الألحان والأغنيات التي ستبقى دائما حاضرة لان حضورهما- رغم الرحيل- سيبقى دائما ضد الغياب.
وقبل الدخول في علاقتهما وحياتهما الفنية والانسانية معا وتفاصيلها ندلف سريعا الى نبذة مختصرة عن النشأة والبداية الفنية لهذين العملاقين لتكون بمثابة تذكرة سريعة لأجيال شابة قد لا يعرف الكثيرون منهم شيئا عن كبار مبدعينا واهم عباقرة فنوننا.
اسمه بالكامل «بليغ عبدالحميد حمدي مرسي» كان الابن الرابع لأشقاء خمسة ولد في 7 أكتوبر 1931 لأسرة مثقفة ومحبة للفن وتسكن في حي شبرا العريق بالقاهرة وكان والده أستاذا جامعيا وعالما في الفيزياء في «جامعة القاهرة» وكانت والدته تكتب الشعر وتعزف على البيانو الذي كان يتوسط احدى قاعات المنزل وفي هذا الجو الذي تفوح منه رائحة العلم والثقافة نشأ بليغ وأدرك في سن مبكرة ولعه الشديد بالموسيقى وكانت اجابته السريعة وهو طفل صغير على السؤال التقليدي للأطفال ماذا تريد ان تكون عندما تكبر ؟ كان يجيب ببراءة: أريد ان أكون «مزيكاتي»!!.. وفي سن صغيرة بدأ بليغ يعزف على البيانو بمهارة كبيرة.
بدأ مشواره الدراسي حتى وصل الى المرحلة الثانوية من خلال مدارس النيل والأمير فاروق والتوفيقية وفي أثناء دراسته توفى والده ورحل بشكل مفاجئ وتعرضت الأسرة لصدمة كبيرة خصوصا بليغ الذي كان عمره 12عاما وجعلته صدمة رحيل الأب متعلقاً بأمه بشدة وبعد حصوله على الثانوية العامة أراد ان يلتحق بمعهد الموسيقى العربية ليدرس الفن الذي أحبه منذ طفولته المبكرة لكن الرفض الشديد من جانب والدته ان تكون الموسيقى هي دراسته الوحيدة جعله يلتحق بكلية الحقوق وفي الوقت نفسه التحق بالمعهد العالي للموسيقى المسرحية وكانت الدراسة به ليلية وهكذا استطاع ان يرضي والدته وان يصقل موهبته الموسيقية بالدراسة وفي أثناء دراسته بدأ ينضم لبعض الفرق الموسيقية.
لكن البداية الحقيقية له كانت مع فرقة «ساعة لقلبك» الشهيرة التي تكونت في بدايات الخمسينيات وكان المؤسسون لها من زملاء دراسته الثانوية مثل يوسف عوف وسمير خفاجي ومحمد عوض وصلاح عزام وحققت الفرقة شهرة واسعة في الاذاعة المصرية وكان بليغ يقدم معها بعض الألحان الاستعراضية وأيضا بعض الأغنيات بصوته وهنا نشير الى أنه حصل فى المعهد على دراسات متخصصة في علم الأصوات والنوتة الموسيقية والهارموني والموشحات الأندلسية وغيرها.
ومن خلال ركن الهواة بالاذاعة بدأ يقدم بعض الأغنيات من ألحانه وغنائه اضافة الى استمراره مع فرقة ساعة لقلبك التي قدم من خلالها ألحانا للمطربة «فايدة كامل» وكانت الأغنية «ليه فايتني ليه» وتم تسجيلها بالاذاعة وحققت نجاحاً وانتشارا هائلا وهو ما جعل فايدة كامل المطربة المعروفة في ذلك الوقت تستعين به في عدد من أغنياتها كملحن ومن هنا بدأ اسمه يتردد ويحقق بعض الشهرة وقدم ألحانه في هذه الفترة لكمال حسن وهدى سلطان
وفي عام 1957 كان لقاؤه الأول مع عبدالحليم حافظ وكان هذا اللقاء بداية انطلاقة هائلة لبليغ بعدما قدم ألحانا عدة لعبدالحليم الذي كان قد بدأ يصل الى مرحلة النجومية وقدما معا خلال هذه الفترة عشرات الأغنيات التي حققت نجاحاً هائلاً جعلت بليغ واحدا من أهم وأشهر الملحنين الشباب على الساحة.
بعدها بدأ يقدم ألحانه لمطربين آخرين من أهمهم فايزة احمد ونجاة لكن قبل ان ينتهي عام 1958 كان هناك لقاء كبير وهام في حياته وهو لقاؤه مع كوكب الشرق أم كلثوم وكان وقتها عمره 27 عاما وكانت المرة الأولى التي تتعاون فيها أم كلثوم مع ملحن شاب وفي هذه السن الصغيرة، وقد رشحه لها الموسيقار والفنان «محمد فوزي» ومنذ اللحظة الأولى للقاء بليغ وأم كلثوم امسك بالعود ليلحن لها المقطع الأول من أغنية «حب ايه» وما ان انتهى من تلحينه حتى أحست أم كلثوم ان هذا الشاب الجالس أمامها سيكون من عباقرة التلحين والموسيقى في العالم العربي كله وامتد تعاون بليغ مع أم كلثوم ليقدم لها ألحان عدد من أهم أغنياتها مثل «سيرة الحب» «ظلمنا الحب» «أنساك يا سلام» «ألف ليلة وليلة» «الحب كله» «بعيد عنك» «فات الميعاد» وانطلق بعدها بليغ حمدي ليقدم ألحانه وموسيقاه بعد ان أصبح على رأس قائمة أفضل الملحنين خلال تلك الفترة بعد تعاونه مع ام كلثوم وعبدالحليم وبعدها واصل التعاون مع عدد كبير من أهم نجوم الطرب والغناء، وعرف طريقه الى السينما والمسرح ثم التلفزيون ليصبح احد أهم عباقرة الموسيقى في القرن العشرين.
ونأتي الآن للطرف الثاني آخر عمالقة الطرب الشرقي الأصيل «وردة الجزائرية» التي ولدت في العاصمة الفرنسية «باريس» لعائلة جزائرية وكانت أشبه بالطفلة المعجزة حيث بدأت الغناء وعمرها 11 عاما عندما كانت تغني في حفلاتها المدرسية وأيضا تقدم بعض الأغنيات في الركن العربي في الاذاعة الفرنسية كل يوم خميس وكانت أيضا تقدم بعض الأغنيات الوطنية مما حقق لها بعض الشهرة خصوصا ان الجزائر في تلك الفترة في بدايات الخمسينيات كانت تعيش مقاومة هائلة مع الاحتلال الفرنسي وكانت هذه بدايتها الفنية في باريس ثم انتقلت أسرتها الى لبنان وكانت وردة وقتها قد بلغت مرحلة الشباب وكانت مازالت تقدم عددا من أغنياتها في بيروت ودمشق من خلال عدد من الحفلات الغنائية هناك.
وخلال هذه المرحلة من حياتها سمعها بالصدفة المنتج والمخرج السينمائي الكبير حلمي رفلة أثناء وجوده في بيروت وأعجب جدا بصوتها وشكلها وعلى الفور رشحها لبطولة فيلم كان يعده ويبحث له عن بطلة تجيد الغناء ويكون شكلها ومظهرها صالحا للسينما وكان هذا الفيلم هو «ألمظ وعبده الحامولي» وأتى بها «رفلة» الى مصر وقامت فعلا ببطولة الفيلم وجسدت شخصية المطربة «ألمظ» الى جانب المطرب عادل مأمون والفنانين شكر سرحان وفؤاد المهندس واخرج الفيلم وأنتجه رفلة وكان هذا عام 1961 وكان هذا هو أول عمل فني لها في مصر التي استقرت بها طوال مشوارها الفني .
ونأتي الآن للعلاقة الانسانية والفنية التي ربطت وردة وبليغ فقد سمع بليغ صوت وردة قبل ان يراها من خلال اسطوانة مسجل عليها صوتها وهي تغني أغنية «يا ظالمني» لأم كلثوم، بعدها احضرها من لبنان الموسيقي وعازف الكمان الشهير أنور منسي وأعجب بليغ بصوتها جداً وزاد اعجابه بها عندما سمع لها أيضا تسجيلا لبعض أغنيات قدمتها في دمشق وكانت هذه التسجيلات عند الاعلامي والاذاعي الشهير جلال معوض صديق بليغ وعندما حضرت الى مصر من اجل فيلم «المظ وعبده الحامولي» كانت المرة الأولى التي يراها بليغ عندما اسند اليه تلحين أغنية من أغنيات الفيلم لوردة وعندما التقاها لأول مرة أعجب أيضا بشخصيتها واحساسها المرهف وقدم لها بعيدا عن الفيلم ألحانا لبعض أغنياتها التي حققت نجاحا كبيرا في ذلك الوقت مثل «بحبك فوق ما تتصور» و«يانخلتين في العلالي» وبدا بليغ معجبا بها لكنه ليس اعجاب الملحن والموسيقي بصوت جميل بل هو اعجاب من نوع أخر اعجاب شخص بفتاة جميلة وبدأ هو أيضا يلاحظ أنها تبادله نفس الاعجاب لكن بشكل مستتر ودون تصريح.
وقبل ان يصرح كل منهما باعجابه للآخر اختفت وردة تماما.. فبعد استقلال الجزائر تركت مصر وعادت الى بلدها، وغابت هناك عدة سنوات تزوجت خلالها من دبلوماسي جزائري وأنجبت ابنيها «وداد ورياض» وظلت طوال 8 سنوات مقيمة في بلدها وهي شبه معتزلة للفن والموسيقي والغناء وفي بداية السبعينيات تم دعوتها للقاهرة لتشارك في احتفالات اذاعية صوت العرب ولبت الدعوة وعادت وردة للقاهرة لكن بمفردها بعد ان تركت أبناءها هناك مع والدهم الذي لم يكن موافقا على ان تعود زوجته للفن والغناء ومن هنا حدث الخلاف ووقع الانفصال بينهما .
بعد عودتها للقاهرة كان اللقاء الثاني لها مع بليغ واكتشف الاثنان ان بذرة الحب والاعجاب التي تولدت بينهما لاتزال موجودة وان بذرة هذا الاعجاب لاتزال مشتعلة وان غياب الـ8 سنوات لم يطفئها وتوطدت علاقتهما وأصبحت قصة حب وردة وبليغ مثار حديث وتعليقات الوسط الغنائي والفني في مصر .
وقرر الاثنان ان يتوجا علاقة الحب الجميلة هذه بالزواج وهو القرار الذي كان مثار اختلاف بين العديد من أصدقاء بليغ حيث قيل وقتها ان الشاعر كامل الشناوي بارك هذا الزواج وقال آن الأوان لبليغ ان يستقر عاطفيا في حين قال عبدالحليم حافظ ساخراً: «لن يستمر هذا الحب وهذا الزواج.. بليغ بيحب في الليلة الوحدة 3 مرات»!!، أما سبب هذا الرأي وهذه السخرية من عبدالحليم فهذا سيجعلنا نحكي قليلا عن الأحوال العاطفية لبليغ حمدي قبل زواجه من وردة حيث عرف عن بليغ عاطفيته ورومانسيته الهائلة وانه يقع في الحب بسرعة غريبة وينتقل سريعا من حب الى آخر بالسرعة نفسها ولذلك كان كثير الغراميات وكثير الارتباطات وأطلقت عنه الاشاعات الكثيرة منذ بداية احترافه الفن .
ففي عام 1963 وقع بليغ في غرام فتاة صغيرة كانت تعيش مع خالتها في مسكن مجاور لسكن بليغ وسرعان ما وقع في حبها وكان اسمها «آمال حسين طحيمر» وفي احدى الليالي التي كان مشغولا فيها بتلحين اوبريت «مهر العروسة» الذي كتبه الشاعر والأديب والفنان عبدالرحمن الخميسي قال لعبدالرحمن انه يريد ان يتزوج حالا وبالفعل أخذه معه الى منزل الفتاة وطرق بابها فجرا وطلب منها ومن خالتها ان يتزوجها وكان هذا منتهى الجنون وبالفعل تزوجها في هذا الوقت المتأخر من الليل بعد ان ذهب بالفتاة وخالتها الى مأذون بحي عابدين ومعه الخميسي وصديق آخر له شهد على عقد الزواج، الطريف ان بليغ لم يستمر في زواجه من هذه الفتاة سوى شهرين فقط وطلقها بعد ان أحس ان الزواج به الكثير من القيود والتعقيدات وهو يريد ان يعيش حياته حرا.
ولم تكن هذه هي التجربة الوحيدة لبليغ فقد كان هناك قبلها وبعدها مشاريع خطوبة عديدة لم تستمر طويلا أشهرها خطبته للفنانة سامية جمال في عام 1962 والتي لم تستمر سوى 24ساعة فقط وطلبت سامية فسخها بعد ان عرفت عن بليغ عدم جديته في علاقاته العاطفية وعدم رغبته الحقيقية في الزواج ورفضها طلبه في ان تكف عن الرقص وتبتعد عن الفن بعدها تزوجت سامية من رشدي أباظة ولم يكن هناك أي وجود أو اثر لبليغ حمدي في حياتها. وهناك خطوبة سريعة له مع الفنانة نجوى فؤاد عام 1966 عندما لمع نجمها كراقصة شهيرة وممثلة ناجحة أيضا ولم تستمر هذه الخطوبة طويلا وقالت انها لا تريد ان يجرحها بليغ عاطفيا وهو المشهور بكثرة غرامياته وهجره لمن يحبهم .
لكل هذه التجارب وغيرها لم يتفاءل أصدقاء بليغ خيرا عندما سمعوا عن رغبته في الزواج من وردة، لكنه أصر على الزواج من حبيبته التي لم تنطفئ مشاعره ناحيتها رغم غيابها لسنوات وتزوجا عام 1973 واستمر زواجهما قويا صامداً لمدة 6 أعوام كاملة وشكلت هذه السنوات أو تلك الفترة واحدة من أخصب الفترات في التاريخ الفني لهذا الثنائي الانساني «وردة وبليغ» أو «بليغ ووردة» حيث غنت وردة اغلب ألحانه الموسيقية طوال هذه الأعوام حتى وصلت أغنياتها التي قدمتها من ألحانه الى ما يزيد عن الـ120 أغنية من بينها الأغنيات التي قدمتها في أفلامها السينمائية بعد ذلك مثل «حكايتي مع الزمان» و»أضواء المدينة» و«صوت الحب» و«آه ياليل يازمن» ومنها أيضا أغنيات اوبريت «تمر حنة» والمسلسل التلفزيوني «أوراق الورد» وغيرها من الأعمال الفنية التي استمرت بين الاثنين.
ورغم انفصالهما بالطلاق عام 1979 وهو الانفصال الذي كان متوقعا من الكثيرين الا انهما لم ينفصلا فنيا فقد كان هناك تعاون من وقت لآخر من خلال بعض الأغنيات والأعمال لكنه لم يكن بنفس القدر الذي كان أيام زواجهما أما عن أسباب هذا الانفصال فلم تكن هناك أسباب عديدة أو غريبة أكثر من ان بليغ لم يستطع تحمل قيود الزواج أكثر من هذه السنوات الست وان الملل من الزواج جعله لا يبالي كثيرا بالتزامات الزواج وقيل وقتها انه عاد لاستئناف غرامياته وزاد من اهماله لزوجته، وانه لم يبال بها في فترة مرضها اثر وعكة صحية ألمت بها وقد اثر هذا كثيرا فيها وجعلها تقول ان موقفه أثناء مرضها شرخ جدار حبهما الصلب وقالت فيما بعد قولتها الشهيرة «بليغ حمدي ملحن وموسيقار رائع.. لكنه زوج فاشل» وكما هو معروف لم يثمر زواجهما عن أبناء لكنه أثمر عشرات الأغنيات والألحان الجميلة التي ستظل باقية في وجداننا ووجدان الجماهير العربية على مر الأجيال فهذا الثنائي الفني والانساني بكل ما قدماه من فن وابداع هائل سيظل ثنائيا ضد النسيان وسيبقى حضورهما في الوجدان طويلا .
ولا يبقى الا ان نشير سريعا الى ان بليغ عانى كثيرا في سنوات عمره الأخيرة بسبب قضيته الشهيرة والتي عرفت بقضية «سميرة مليان» والتي حكم فيها غيابيا بالسجن واضطر الى ان يهاجر الى باريس ويعيش فيها يعاني من الغربة والظلم حتى ثبتت براءته وعاد الى مصر لكن مرضه واصابته بفيروس «c» عجل برحيله وكانت نهاية رحلة حياة هذا العبقري يوم 12 سبتمبر 1993 ورغم انه كان قد بنى لنفسه مقبرة ليدفن فيها الا انه طلب في وصيته الأخيرة ان يدفن بجوار أمه في قبرها بالبساتين وتحققت وصيته ونام الى الأبد الى جوار أمه الذي كان متعلقا بها بشدة في طفولته وصباه بينما رحلت وردة عن عالمنا في العام الماضي 2012.