ذكريات زمان تجمع بليغ حمدي ووردة الجزائرية بالموسيقار الكبير أحمد قاسم
الموسيقار الكبير أحمد قاسم.الفنان احمد بن احمد قاسم
الجمعة 06 سبتمبر 2013 10:45 مساءً
عدن((عدن الغد))خاص:
كتب / الفنان: وليد خليل سيف
من الذكريات الجميلة التي جمعتني بأستاذنا الموسيقار/ أحمد قاسم كانت صيف عام 1984م عندما التقيته في لندن وكان وقتها هو في زيارة للأستجمام والعلاج وكان معنا في تلك الأيام الجميلة الأستاذ الأعلامي القدير / عبدالرحمن ثابت , وفي الحقيقة معرفتي بأستاذي الراحل الكبير أحمد قاسم تعود منذ ايام طفولتي حيث كنا أنا وحمادة ابنه الأكبر أصدقاء وأخوة وزملاء دراسة في فصل واحد مرحلة الأبتدائية .
وعند التقائي بأستاذي أحمد قاسم في لندن وكانت أجازة صيفية بالنسبة لي حيث كانت دراستي الجامعية في مصر آنذاك وقد جمعتنا الصدفة في المنزل الذي سكن فيه في منطقة ( اسبرنج هيل ) في لندن حيث أستضافه الأخ والصديق/ فرحان نسيم من اهالي عدن المقيمين في لندن منذ زمن طويل وهو صديقآ حميمآ لموسيقارنا الكبير أحمد قاسم ودعاني بحكم معرفتي به أيضآ .
حقيقة كانت أحلى أيام عمري أن أشتركت معه في سهرات خاصة وغنيت معه وكان لي الشرف في ذلك , وعندما حانت عودتي الى القاهرة أقنعته بالسفر معي ولكنه قال لي أذهب أنت وسألحقك باذن الله لأنه كان على موعد لعمل تسجيلات في اذاعة وتلفزيون البحرين ومن ثم الأمارات , وفعلا التزم بعد ذلك بأسابيع بوعده رحمه الله وجاء الى القاهرة بعد غيبة طويلة عنها , وكنا في استقباله أنا وأصدقائي الأعزاء شكيب سعيد الحبيشي وعصام أسعد.
لقد كان الموسيقار أحمد قاسم شخصية غير عادية فهو يتمتع باحترام وتقدير أغلبية رموز الفن الراقي للزمن الجميل وأسمه محفور بسطور من ذهب في موسوعة الموسيقى العربية والتاريخ الفني , ..ولي ذكريات عديدة معه أسطر أليكم أحداها :.
في ذات يوم وأنا مرافقآ له كان قد قام بالأتصال بصديق عمره وزميل دراسته الموسيقار بليغ حمدي الذي دعاه للعشاء في منزله وكنت مرافقآ له وكم كانت فرحتي بزيارة الموسيقار بليغ حمدي لأني من المعجبين بأعماله شد الأعجاب وكان أيضآ بصحبتنا الشاعر اليمني نبيل الحكيمي .
وعند وصولنا لباب شقة الأستاذ بليغ ضغطنا جرس الباب ولحظات فتحت الشغالة باب الشقة تقول : مين حضرتك ! رد عليها موسيقارنا : أنا أحمد قاسم , الأستاذ بليغ موجود ! ولم يكمل الحديث حتى سمعنا من الداخل صوت يصيح : .... حمادة !! .... واذا ببليغ حمدي يظهر ليحضن أحمد قاسم حضنآ قويآ وهو يتمتم بصوت كله حنين وشوق لأحمد قاسم : حمااادة حبيب قلبي .... ياه ... بعد السنين دي كلها !!....
وفي نفس الوقت أحمد قاسم : بليغ .... حبيبي... وبكيا الأثنان وهما يحضنان بعضهما !! وكل منهما ينظران لبعضهما : ما تغيرتش يا حمادة !! .... رد أحمد قاسم : انت اللي زي ما انت من ساعة ما شفتك آخر مرة !!!...... المهم بعد ذلك اللقاء الحار ... سلم علينا الأستاذ بليغ ... وادخلنا الى الصالة ... بوجود أصدقائه الحاضرين .... حيث قال الأستاذ بليغ وهو متأبطآ الأستاذ أحمد قاسم : يا جماعة أحب أعرفكوا ( بالراجل اللي خلاني أحتضن العود !!! ) .... فردوا عليه : يا بليغ أنت ها تعرفنا بأحمد قاسم !
وكان الحاضرين : الشاعر الكبير / عبدالوهاب محمد , والموسيقار / ميشيل المصري وآخرين من العازفين المعروفين وصانع الأعواد المعروف في مصر / عبده داغر , وتحدث عبدالوهاب محمد عن أحمد قاسم كثيرآ وعن اعمال مشتركة مع أحمد قاسم وكذلك الموسيقار ميشيل المصري وعمله مع احمد قاسم في تنفيذ أغاني ( فيلم حبي في القاهرة ) 1965م في عز مجد الفن في مصر...
وكانت سهرة جميلة وليلة لا تنسى أبدآ , وزاد جمالها عندما غنى كل منهما من أروع الغناء والألحان وأحرجني موسيقارنا أحمد قاسم بأن أغني فأخترت وقتها لحنآ للأستاذ بليغ حمدي وغنيت : (على رمش عيونها ) الذي غناها وديع الصافي في فيلم نار الشوق وبعدها تحدثنا عن شخصيات عدنية يعرفها الأستاذ بليغ حمدي ممن لهم معرفة وصداقة وثيقة برموز الفن في مصر مثل / حسن وحسين اسماعيل خذابخش , وطه مستر حمود وغيرهم .
وحاولت أن أذكره بأول لحن له بكوكب الشرق ام كلثوم ( حب أيه ) ديسمبر 1960م من كلمات الشاعر / عبدالوهاب محمد الذي كان حاضرآ بالطبع وصاح قائلآ : ياه .. كنا أنا وبليغ في يوم أفتتاح الأغنية على المسرح مرعوبين ..... لكن الحمدلله أول ما غنت الست أم كلثوم والناس .. سقفت .... هدينا , والحمدلله لاقت نجاح ... وسألت الأستاذ بليغ حمدي : بتعرف سعادتك أستاذ بليغ السيد / عبدالقوي خليل كان صديقآ لأم كلثوم ! فصاح : طبعآ ده كان أول الحاضرين في الحفلة يومها .
وأهم من ذلك أنه قام الأستاذ بليغ بالأتصال هاتفيآ بالسيدة وردة الجزائرية يبلغها بوجود صديق عمره أحمد قاسم ويقول لها ان هناك مفاجأة لحن جديد , ووقتها علمت بانه قد صار حديث هاتفي بينهما بليغ حمدي وأحمد قاسم على لحن قديم لأحمد قاسم سيقدمه للسيدة وردة الجزائرية تقوم بغنائه في تسجيل جديد وسمعها المقطع الأول منه الا وهي : أغنية ( قصيدة أنت ولا أحد سواك ) لشاعرنا خالد الذكر/ لطفي جعفر أمان وكم اسعدني وهزني الخبر كما أفرحني ذلك اليوم التاريخي الجميل ويمكن هذه معلومة جديدة على جميع الأصدقاء وقلة هم بس يعرفوها حول ذلك المشروع الذي لم يكتب له أن يتم نتيجة ظروف حصلت بعد ذلك , برغم أنه كان لي الشرف في حضور سماع بروفة الأغنية في الأستديو بوجود السيدة وردة وبليغ حمدي وأحمد قاسم .
ومر الوقت وبعد أن تناولنا العشاء وأكملنا السهرة الجميلة ختمناها بسماع أستاذي الموسيقار / أحمد قاسم بأغنية ....المستحيل .....مع عزف ساحر على العود من أنامله الذهبية ..... وكانت ليلة من ألف ليلة عشتها بكل وجداني مع أساتذتي ومن أحببتهم رحمهم الله رجالات مبدعين من ذاك الزمن الجميل .
اقرأ المزيد من عدن الغد | ذكريات زمان تجمع بليغ حمدي ووردة الجزائرية بالموسيقار الكبير أحمد قاسم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]