رسائل حُب من بليغ حمدي الى وردة الجزائرية
بليغ حمدي له عندي أهمية كبيرة لِما حملته ألحان بليغ حمدي من رسائل مبطنة إلى
معشوقته وردة الجزائرية, فلم يعرف الفن المصري قصة حب أعظم من قصة حب وردة
الجزائرية وبليغ حمدي ذلك الفنان المبدع الذي كتب كل ألحانها لوردة الجزائرية حتى
أن كل الأغاني التي لحنها بليغ حمدي كان قد اشترك بكتابة كلماتها بنسبة 95% من كل
قصيدة لحنها وكان لا يحب أن يضع اسمه على الكلمات , أما كيف تعرفت وردة الجزائرية
على بليغ حمدي فهذا له قصة طريفة تتعلق بطفولة وردة الجزائرية حيثُ في طريق ذهابها
إلى المدرسة كانت وردة تدخل سينما تعرض أفلاما عربية في مدينة باريس ويوم سمعت
أغنية عبد الحليم حافظ(تُخونوه) فقررت أن تقطع علاقتها بالدراسة وبالمدرسة وأن تعشق
ليس المغني الذي غنى وإنما الفنان الموسيقار بليغ حمدي الذي لحن الأغنية وبليغ حمدي
كان عبقريا في العشق وفي التلحين فقد لحّنَ لأم كلثوم وهو في سن ال 28 سنة حين نعرف
بأنه ولد سنة1931م وغنت له أم كلثوم سنة1960م وأول ألحانه عام1957م وهي أغنية
(تخونوه) لعبد الحليم حافظ ومن ثم لأم كلثوم من خلال أغنية (حب إيه) سنة1960م
وتبعها في أغنية(أنساك ده كلام)من كلمات مأمون الشناوي وكان محمد فوزي يريد تلحينها
لأم كلثوم وفارق الدنيا ولم يتمكن من التلحين لأم كلثوم والغريب في الموضع أن محمد
فوزي هو مكتشف بليغ حمدي الذي قال لأم كلثوم(عندي حتت واد مجدد وحتعيش أفكاره
الموسيقية وتغنيها الناس 100سنه).
والذي أثّر في شخصية وردة الجزائرية
وجعلها تغني عربي هو أن الملك فاروق كان يزور والدها في ملهاه الليلي بباريس وكان
يوسف وهبي أيضا يتردد على نفس الملهى وكان فريد الأطرش من الذين يترددون على نفس
الملهى وكانت وردة طفلة يافعة يوقظونها من النوم ليلا لتغني ليوسف وهبي ولفريد
الأطرش وكانت تقلد أم كلثوم وأحيانا الشحرورة صباح, كانت قصة حب رائعة بين بليغ
حمدي ووردة محمد فتوكي(الجزائرية) لا تتكرر هذه القصة إلا في قصة روميو وجوليت
وعنترة العبسي وعبلة وامرأ ألقيس وفاطمة وأنطونيو وكليو بترا وأخيرا بين أم وردة
الجزائرية وأب وردة الجزائرية لترث عنهم هذا التراث العالمي الرومانسي, كانت قصة
عشق بين الفن والفن والأصالة والأصالة, وهذا الكلام أو الوصف ليس تعبيرا إنشائيا
مبالغا فيه,على العكس من كل ذلك فهذا الوصف ربما يكون قليلا على بليغ حمدي ووردة
الجزائرية التي أحبت بليغ حمدي حبا جما في الوقت الذي لم تستطع أن تهبه طفلا أو أن
تنجب منه طفلا أو طفلة, كانت وردة الجزائرية قد تعرضت للإجهاض ألقسري خمس مرات على
مدى ست سنوات من استمرار العلاقة الزوجية التي تنبأ عبد الحليم حافظ بعدم استمرارها
أو باستحالة نجاحها , وروت وردة الجزائرية لوسائل الإعلام مرة بأن عبد الحليم حافظ
كان يغني يوم عرسها في منزل وردة وبليغ وهو يضحك أغنية(ابتدى ابتدى المشوار) وكان
كلما وصل إلى (آه يا خوفي من آخر المشوار آه يا خوفي) كان ينظر إلى وردة ويضحك
وكأنها رسالة لوردة بأن هذه العلاقة لن تستمر لمعرفتة بطبيعة بليغ ووردة, وكانت
تنبؤات الوسط الفني صحيحة, أما بالنسبة لبليغ حمدي فقد وصفته وردة بأنه شخصية
مجنونة وبوهيمية وبأنه سبق له أن تزوج ونسي الحضور ليلة زفافه.