بليغ حمدى ـ وردة الجزائرية .. حب وجنون
محمود الحلواني
ارتبط بليغ حمدى ارتباطا عاطفيا وفنيا، كان حبهما فنا وفنهما حبا، وكان ينوى أن يجعل من وردته خليفى لأم كلثوم ، غير أن الرياح دائما تأتى بما لا تشتهى السفن ، وانتهت العلاقة بينهما نهاية دراماتيكية وإن كان بليغ لم ينس ـ وهو المشهور بنسيانه ـ وردته، فكانت أغانيه وألحانه لغيرها من المطربات بل والمطربين أيضا ـ كما يذهب بعض أهل الفن ونقاده ـ رسائل عشق يبثه لها، بكل ما يحتويه هذا العشق من تقلبات وأنواء وأشواق وربما رغبة فى التخلص والراحة من شبح ذلك المحبوب المؤرق .
تزوج بليغ من وردة الجزائرية سنة 1973 بعد قصة حب عنيفة، وقيل سنة 1972 فى منزل الراقصة نجوى فؤاد ، تقلبت حياتهما معا بين الانطلاق فى سموات الحب والوصول إلى الذرى البعيدة وبين الانهيارات الشديدة التى عصفت بالحب، وحولته إلى نثارات من العنف والعشق والعنف والغيرة .. شاعت حولهما حكايات كثيرة ، ليس على ألسنة الناس فقط وإنما على صفحات الجرائد والمجلات الفنية، تحدث الناس عن علاقة لوردة الجزائرية بعبد الحكيم عامر، حتى أن البعض اتهمها بأنها كانت السبب الرئيسى فى نكسة 67 وأن عبد الناصر طردها من مصر بسبب علاقتها بحكيم ، كما تحدثوا عن قصص لبليغ والمطربة الصاعدة وقتذاك سميرة سعيد .. تحدثوا كما تحدثت وردة فيما بعد عن غيرة بليغ حمدى القاتلة والتى أودت بزواجه من وردة ، كما تحدثوا عن أن علاقة بليغ بسميرة كانت السبب فى ذلك .. وقد اعترفت وردة فى عدد من اللقاءات التليفزيونية بأن زواجها من بليغ كان زواجا فاشلا، على الرغم من اعترافها بأنه كان فنانا عظيما .. غير أن غيرته الشديدة والقاتلة عليها، كانت من أهم أسباب طلاقهما .. فقيل وقالت أنه كان يغير عليها ليس كمحبوبة فقط وإنما كفنانة أيضا، وقد نسبت بعض الأخبار لوردة أنها قالت فى بعض حواراتها أنه كان يغير عليها فنيا ولم يكن سعيدا وهى تعمل مع ملحنين غيره حتى لو كان هذا الملحن هو سيد مكاوى . عاشا معا سبع سنوات كانت كافية جدا لينفجر كل شيء تقريبا بينهما : الحب ، الكره ، الفن ، الجنون . حكايات كثيرة قيلت فأيها نصدق، ومما قيل عن بداية تعرف وردة ببليغ ما قاله ( جهاد علاونة ) فى مقال بالحوار المتمدين من أن وردة فى طفولتها وفي طريق ذهابها إلى المدرسة كانت تدخل سينما تعرض أفلاما عربية في مدينة "باريس " ويوم سمعت أغنية (تُخونوه) فى فيلم بنات اليوم لعبد الحليم حافظ قررت أن تقطع علاقتها بالدراسة وبالمدرسة وأن تعشق، ليس المغني الذي غنى وإنما، الفنان الذي لحن الأغنية وقد عرفت أنه بليغ حمدى .
وقد أسفرت تلك العلاقة الفريدة فى تاريخ الغناء العربى عددا كبيرا من الأعمال الفنية التى جمعت بين بليغ ووردة منها :
خليك هنا - لو سألوك - العيون السود - مالي - دندنة - ومالوا - أحضنوا الأيام - اشترونى - حكايتي مع الزمان - معجزة - أغاني مسلسل أوراق الورد :- أنا عندي بغبغان - آه لوقابلتك من زمان - سلامتك - كل سنة وانت - عجايب - بوسة ع الخد - على شط بحرنا، وأيضا أغنيات بودعك - اسمعوني - وحشتوني - حنين – يا نخلتين في العلالي - حلوة بلادي السمرة - اسمعني يا قمر - أحبك فوق ما تتصور - إيه ولا إيه - باسم الحب - بدوب في الهوي - بوسة ع الخد ده - ليالينا - مساء النور والهنا - ليل ياليالي / ولاد الحلال - مالي وانا مالي – ومالو. وكذلك أغانى مسرحية تمر حنة :
الدار المهجور - حكايا الغريب - الغريب - يا عيني ع الغريب - يا غريب - لا ملاما - حلمت - سامحيني - رمينا الهموم - زمان - سلام ع الحلوين - بحر الهوي - حبيبي - يا للي عيونك - اسمعني يا قمر .