الموضوع : ذكريات ومذكرات يوم 31 مارس 1977

....قد لا أتذكر ماذا تناولت فى عشاء الأمس...ولكنى أذكر جيدا الكثير من تفاصيل ما مررت بة يوم 31 مارس 1977 والأيام التى تلتة....
...الخميس 31 مارس 1977 بعد السابعة صباحا بقليل: بينما أفتح باب الشقة للذهاب الى مدرستى ( كنت وقتها فى السنة الأخيرة - الصف الثالث الثانوى )..إذ بى اسمع هذا النبأ من مذياع والدى الفنان التشكيلى الكبير قادما من غرفة الطعام حيث كان يتناول إفطارة.." وفاة المطرب المصرى عبد الحليم حافظ أمس فى مستشفى....بالعاصمة البريطانية لندن.."...أغلقت باب الشقة وذهبت الى غرفة الطعام لأجد والدى يتمتم ببعض الكلمات ( أعتقد كان يقرأ الفاتحة )..لم أحتاج تأكيدا للخبر..نظرنا الى بعض ثم تركتة وذهبت فى إتجاة غرفة نومى..ترك إفطارة وتبعنى ليسأل.." مش هاتروح المدرسة ولا اية؟ "..نظرت الية كأنى أنظر فى الفراغ...أدرك هو فورا ما بداخلى ( كان يعلم جيدا مدى تعلقى بحليم ) وتركنى لشأنى وحسنا فعل...إستبدلت ملابس المدرسة واستلقيت على سريرى وما هى الا دقائق وكنت نائما..لم أذرف وقتها دمعة واحدة..هل كانت صدمة أم ذهول...لا أدرى...( واقع الأمر يقول أن وفاتة كانت متوقعة جدا خاصة بعدما نشرت جريدة الأهرام قبلها بيومين خبرا بعنوان...رنة الحزن تعود الى صوت حليم...عبد الوهاب يبعث بنهلة القدسى الى لندن..والعمروسى أيضا هناك..)..الأمور كانت تنبئ بشئ....إستيقظت حوالى الساعة 11 ..صعدت الى سطح منزلنا الكبير..فترة وجوم استمرت دقائق...وفجأة انهمرت الدموع ..ووصلت الى مرحلة اللطم على الخد...لم يرانى ولم يسمعنى أحد الحمد للة...لا أذكر ماذا حدث بعد ذلك...الا أنة بعد العصر هاتفتنى صديقتى فى الفصل لتسأل عن سبب غيابى..لا أتذكر ماذا قالت واتذكر انى إنفعلت وكنت قاسيا جدا فى كلامى..( هى ذنبها اية..شغل مراهقين بأة..)..( إعتذرت لها بعد منتصف الليل وسامحتنى..)..
...مساء الخميس بعد الثامنة : التليفزيون غير خريطتة لهذا اليوم لتستوعب الحدث الجلل...برنامج لا أتذكر أسمة ومذيعة لا أتذكرها تستضيف المخرج الكبير حلمى رفلة ..يتكلم بعض الوقت عن حليم وقت ما كان يخرج أحد أفلامة...وبدون سابق إنذار ينهار حلمى رفلة على الهواء مباشرة ويدخل فى نوبة بكاء ليبكى المذيعة معة..ويبكينى من جديد..ويبكى كل المصريين....( يشاء القدر ان يموت حلمى رفلة بعدها بأيام قليلة جدا وبكاؤة ماثل للاذهان وتسائل الشارع المصرى وقتها..هل كان حلمى يرثى حليم أم يرثى نفسة..)...المذيعة إستضافت بعد حلمى رفلة المخرج حسين كمال..لم يذرف دمعة ولكن ملامح الحزن الشديد كست وجهة وإن بدا متزنا الى حد كبير ( هو كان قد حاول الإنتحار قبلها باكثر من عام بعد فيلم مولد يادنيا..)...اليوم إنتهى...

...لا أذكر أى شئ عن يوم الجمعة 1 أبريل...ولم يكن لدى الناس أى نفس ليقولوا كدبة أبريل...

...السبت 2 أبريل...يوم الجنازة الشهير...صورة وجة حليم مبتسما تتصدر- بل تملأ - الصفحة الرئيسية لجريدة أخبار اليوم الأسبوعية...جريدة الأخبار اليومية فى اليوم التالى تضع جنازتة فى مصاف الجنازتين الأسطورتين للزعيم جمال عبد الناصر والسيدة أم كلثوم....بكاء وعويل وإنهيارات بالجملة أثناء الجنازة بحسب الجريدة...

بعد ذلك......
...تتواتر أنباء عن سقوط فتاة من الطابق السابع فى العمارة التى كان يقطنها حليم وذلك بعد تقديمها واجب العزاء...
...حلقة النادى الدولى:..سمير صبرى يتجول بالميكروفون داخل شقة حليم والكاميرا وراؤة...هو كان يعرف تفاصيل كل كبيرة وصغيرة عنها...سمير صوتة يتحشرج تماما عندما دخل حجرة نوم حليم....سمير صبرى يستضيف بعدها الكاتب الصحفى مصطفى أمين..الذى بدا على وجهة ملامح حزن مضاعفة..بسبب فقدان حليم والذكرى السنوية الأولى لتوأمة على أمين التى واكبت فقدان حليم...

.......لا الة الا اللة.......

....فاتنى ان اذكر انة فى هذا العام وتحديدا يوم شم النسيم...هبت رياح الخماسين فى أعتى صورها على قاهرة المعز وجميع محافظات الدلتا والصعيد.....

تفاصيل صعبه جدا وقاسيه ولا تنسى رحم الله عبدالحيلم حافظ الذى عاش من اجل فنه وجماهيره
رحمه الله رحمة واسعه وجعل مرضه كفارة له

يرحمه الله اعظم مطرب فى العالم والذى لن يعوض ابدا اعز الناس ليمو وتسلم استاذ ايهاب

محمد شرع كتب:

فكرتنا أ / إيهاب بالأيام الحزينة الصعبة
يوم الخميس 31 مارس 1977 يوم لاينسى ولايمحى من الذاكرة
ربنا يرحم حليم رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته

.....مش هاتصدقنى ياحاج لما أقولك انى بكيت إمبارح وانا بافتكر وباكتب الحتة المؤثرة جدا بتاعة حلمى رفلة...فاكرها زى ماتكون من ساعة...

....بس انا ماقصدش واللة أجيب لأى حد إكتئاب بالموضوع دة...انا كنت بس باشاركوا ذكرياتى...

ذلك اليوم الكئيب يوم رحيل العندليب وحتى الايام التي تلته من يستطيع ان ينسى ذلك ,وكاْن الزمن تغير بالنسبة لي بعد وفاته , غريب هذا الحب العظيم الذي خلقه عبد الحليم في قلوبنا

سمعت بالخبر وانا في المدرسة من قبل احدى صديقاتي التي كانت تعرف باني احبه بجنون ولم اصدقها بالطبع وعند انتهاء اليوم الدراسي كانت المدرسة كلها في حالة غريبة من الحزن , ذهبت الى البيت
وهناك تاكدت من والدي واخي بان الخبر صحيح واصابتني حالة من البكاء الشديد وبعدها مررت بحالة من الحزن والالم العميق استمرت لايام طويلة واذكر باني وضعت شريط اسود اللون حول صورة كبيرة لعبد الحليم كانت معلقة قي غرفتي. الله يرحمك يا اعز الناس , ياريت القدر اطال في عمره

اسال الله الكريم رب العرش العظيم ان يرحم روح العندليب ويجمعنا معه في جنات الفردوس الاعلى يا رب العالمين....