منقول من " منتديات السعودية تحت المجهر " فى 24 نوفمبر 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الشاعر على محمود طه من أبرز أعضاء جماعة أبوللو, والتى أرست المدرسة الرومانسية فى الشعر العربى , هذه المدرسة التى أدخلها الشاعر شاعر القطرين ( خليل مطران)
فكانت جماعة أبوللو هى اول من أستحدثت فى قافية القصيد وجعلت القافية متنوعة .
فكان لكل مجموعة من الأبيات قافية خاصة .
فكانت القافية متنوعة فى القصيدة رغم تمسك القصيدة وتفردها بتجربة عاطفية واحدة , وبها من الترابط الذى جعل من وحدة القصيد تماسك .
فكانت القصيدة لا تخرج عن تجربة واحدة .
ولد الشاعر على محمود طه فى مدينة المنصورة شمال مصرعام 1904 وتوفى عام 1949
وكان من أعذب الشعراء شعراً وذلك لتأثرة بالحياة الريفية والنيل فى مدينة المنصورة ,وكان مهندساً تخرج من جامعة الفنون التطبيقية , ثم عمل وكيلاً لدار الكتب المصرية .
فلقد زار إيطاليا عام 1938 وكان فى مدينة فينيسيا ,وكان فى هذا الوقت إحتفال إيطالى شهير اسمه ( الكرنفال)
وكان الإيطاليون يركبون فى هذا العيد مراكب ويطوفون القصور على ساحل فينيسا والجسور ويتغنوا بملابس تنكرية حتى الصباح .
فتحركة عاطفة الشاعر لهذا الإحتفال الذى شاركهم فيه , وكتب أروع وأعذب قصائده على الإطلاق ,
حتى قرأ الملحن والموسيقارمحمد عبد الوهاب هذه القصيده وأعجب بها وأصر على تلحينها , وقام بغنائها فى حفل وأعجب بها الناس .
فهذه القصيدة تعد من الشعر الغنائى الذى أجاده العرب, وأدخل أعضاء جماعة أبوللو تجديدات رائعة فيه .
الجندول
القصيدة كما كتبت
أين من عينيك هاتيك المجالى
ياعروس البحر ,ياحلم الخيال
أين عشاقك سمار الليالى
أين من واديك يامهد الجمال
موكب الغيد وعيد الكرنفال
وسرى الجندول فى عرض القنال
بين كأس يشتهى الكرم خمره
وحبيب يتمنى الكأس ثغره
التقت عينى به أول مره
فعرفت الحب من أول نظره
قد قصدناه على غير اتفاق
فنظرنا, وابتسمنا للتلاقى
وهو يسوى على المفرق زهره
ويسوى بيد الفتنة شعره
حين مست شفتى أول قطره
خلته ذوب فى كأسى عطره
ذهبى الشعر ,شرقى السمات
مرح الأعطاف , حلو اللفتات
كلما قلت له : خذ , قال : هات
ياحبيب الروح, ياأنس الحياة
أنا من ضيع فى الأوهام عمره
نسى التاريخ أو أنسى ذكره
غير يوم لم يعد يذكر غيره
يوم أن قابلته أول مره
قال: من أين ؟ وأصغى ورنا
قلت : من مصر , غريب ها هنا
قال : إن كنت غريبا فأنا
لم تكن فينيسيا لى موطنا
أين منى الأن أحلام البحيره
وسماء كست الشطأن نضره
منزلى منها على قمة صخره
ذات عين من معين الماء ثره
أين من فارسوفيا تلك المجالى
ياعروس البحر ياحلم الخيال
قلت والنشوة تسرى فى لسانى
:هاجت الذكرى فأين الهرمان؟
أين وادى السحر صداح المغانى؟
أين ماء النيل ؟ أين الضفتان ؟
آه لو كنت معى نختال عبره
بشراع تسبح الأنجم اثره
حيث يروى الموج فى أرخم نبره
حلم ليل ٍ من ليالى كليوباترا
أيها الملاح قف بين الجسور
فتنة الدنيا وأحلام الدهور
صفق الموج لولدان وحور
يغرقون الليل فى ينبوع نور
ما ترى الاغيد وضاء الاسره
دق بالساق وقد اسلم صدره
لمحب لف بالساعد خصره
ليت هذا الليل لا يطلع فجره
رقص الجندول كالنجم الوضى
فاشدُ ياملاح بالصوت الشجى
وترنم بالنشيد الوطنى
هذه الليلة حلم العبقرى
شاعت الفرحة فيها والمسره
وجلا الحب على العشاق سره
يمنه مل بى على الماء ويسره
إن للجندول تحت الليل سحره
أين يافينيسيا تلك المجالى؟
أين عشاقك سمار الليالى؟
أين من عينى يامهد الجمالى؟
موكب الغيد وعيد الكرنفال
ياعروس البحر ياحلم الخيال!!