الحب علينا هو المكتوب هذه هى الحقيقة التى توصلت لها البشرية منذ الاف السنين واخترع الانسان الحب ليجعل علاقته بالعالم اكثر رقة وعبر العصور تغير البشر لكن الحب اثبت انه قادر على البقاء وان تغيرت اشكاله لتتماشى مع تقاليد وعادات لاتعترف بالثبات
وفى لحظة استثنائية ظهر حليم ليتوج زمن الرومانسية فبعد مسيرة طويلة كانت المحصلة مشاعر بالغة العذوبة وعندما رحل العندليب سادت حالة من الحزن الهيستيرى واعتبر البعض وفاته نهاية للمرحلة الرومانسية باكملها لكن احمد زكى ظهر ليقدم نموذجا جديدا للحب فى زمن واقعى واثبت النمر الاسود ان اختفاء الرومانسية لا يعنى ان البشر فقدوا قدرتهم على الحب فاحب باسلوبه وشخصيته
وقبل نحو خمسين سنة انتج ايقاع العصر قصص الحب التى اقترنت باغنيات تحمل سمات زمنها لم يكن حليم يحمل مواصفات فتى الشاشة لكنه نجح فى فرض مواصفاته وفى اواخر ايام حليم بدا نجم احمد زكى فى الظهور لكنه لم يحمل مواصفات الفتى العاشق لكنه كان مقتنعا ان الحب هو المكتوب على الجميع معاناته كانت اكثر لدرجة انه مشى على الاشواك الحقيقية كان يعد نفسه لاداء دور الحبيب امام سعاد حسنى وفجاة تدخل الموزع السينمائى ليجهض احلام احمد زكى كلها دفعة واحدة وتساءل الموزع دا يحب سعاد حسنى ودا ما ينفعش يمثل قدامها وبهذا حرم احمد زكى من دوره فى الكرنك ووقف الفتى الاسمر وحيدا ليفاجا بان للحب مقاييس عنصرية تجعل القدرة على الحب مقصورة على من يحملون مواصفات شكلية معينة ولكن نفس الموزع الذى رفضه الح عليه بعد ها بسنوات بعد ان نجح وظهرت موهبته الكبيرة
وفى فيلم زوجة رجل مهم كان لمشهد وفاة حليم دلالة رمزية بانه يلمح الى مرحلة فاصلة بين زمنين الرومانسية باحاسيسها والواقعية بقسوتهافالحب اختلف لان الزمن تغير احب العندليب برومانسية تتسق مع سمات عصره بينما احب احمد زكى باسلوب شباب جيله الذى اختلط لديه الحب بالمعاناة لكن الاثنين كانوا مقنعين تماما زكل منهما تاثر بثقافة عصر وظروفه الاقتصادية والاجتماعية كان الشاب ايام حليم يحب فيلجا للاحلام لكن ايام احمد زكىكانت الظروف تغيرت واصبح تحقيق الحلم هو المطلوب وتحقيق الحلم يؤدى الى مشكلات لابد من مواجهتها واحمد زكى علم الشباب كيف يواجهون
وعندما ظهر حليم اكد شخصية البطل الرومانسى الذى يعانى فى سبيل الحب لكنه ينجح غالبا فى الوصول الى حبيبته وكان العندليب قد وقع عقدا غير مكتوب مع جمهوره على مواصفات شبه موحدة فى الاداء والادوار وفى المقابل اخلص له جمهوره حتى ان معجبيه لم يغفروا لعماد حمدى انه ضربه بالقلم فى الخطايا كما انهم لم يسامحوا زيزى البدراوى على تجاهلها له فى البنات والصيف
ومع احمدزكى كان الجمهور قد انتقل الى مرحلة اخرى يعيش فيها مع البطل احلامه ويعيش انكساراته دون ان يتوحد معه ورغم اختلاف الظروف ظل هناك خيط مشترك بين العندليب والنمر الاسود وكان النجاح يتحقق دائما فى افلام حليم ولكن احمد زكى يحققه احيانا واحيانا اخرى يفشل وكان حليم يعبر عن واقع رومانسى ورغم وجود مشكلات الا انها توضع فى اطار هادى يتناسب مع اجواء الخمسينات والستينات لكن المر اختلف مع احمد زكى الذى كانت ادواره تجمع بين الرغبة فى الحياة والحب لكن دون فصل ذلك عن الاحباطات المحيطة كالعنف والمخدرات والفساد
والفساد فى افلام حليم لم يكن يتجاوز وجود شخص يعتمد اساليب غير اخلاقية فى الصراع على الحبيبة اما فى افلام احمد زكى فالفساد كان حقيقيا الى درجة العنف وقد ظهر كل من النجمين اذن فى العصر الاكثر ملائمة له لذلك عبرا بشكل متميز عن الفترة التى عاش فيها كل منهما لان السينما لابد ان تعبر عن القيم والرؤى التى تسود فى عصرها
احب احمد زكى اذن بواقعية مجنمعه بينما عاش حليم حالة الحب باسلوب الحب عليك هو المكتوب