الجماهيركل الجماهير تعرف ان العندليب عاش حياته منذ ان انطلق من احشاء والدته حتى رحيله فى 30 مارس 77 يتالم ويتعذب ويعانى من المرض ومن قبله الحياة المتواضعة عتدما ماتت امه وبعدها ابوه وتربى بين احضان خاله حتى وصل الى اعلى مستوى فى الفن واصبح اشهر مطرب عربى فى الشرق الاوسط
لقد كان وقته ضائعا بين المستشفيات والبروفات والاعداد لاغانيه اوتصوير افلامه
اقترن اسمه بالعذاب حتى اصبح البعض يتمنى ان يكون مكان حليم يتعذب مثله وخاصة فى حكاياته مع الاغانى التى يشدوبها
عرف الناس ان السعادة لم تتسلل الى قلبه فى يوم من الايام طاردته وحاصرته وكانها اجهزت عليه حتى يوم رحيله
كل عشاق حليم لايعرفون سوى قصة ماساته
لقد كانت عذاباته هى السمة الرئيسية وجواز المرور الى قلوب الصبايا والشباب والكبار ايضا
واذا كانت حياته مراسم فهل لم تمر عليه لحظات سعادة او حلوة
والمتابع لحياة حليم يشعر ان الحلو لا يمر عليها ابدا ولكن الواقع غير ذلك تماما فكان يستعين بالصبر والنكتة والقافية والقفشة لكسر حدة الماساة التى يعيشها ولم يكن النجاح وحده هو الباب الملكى للسعادة كانت السعادة يصنعها بنفسه ويبحث عنها
وكان حليم صاحب نكتة لاذعة انه يستطيع ان يحفظ النكات التى تتردد امامه ويعيد روايتها مرة اخرى بشكل جديد
وكان صاحب مقالب ظريفة لبعض اصدقاؤه المقربين واحيانا لاقاربه وجالس الظرفاء وابتعد عن اصحاب الدم الثقيل ولم يكن يمر يوما حتى يلتقى بالكاتب الكبير كامل الشناوى شيخ ظرفاء العصر الحديث ويستمع اليه ويلتقط منه القفشات ليرددها مرة اخرى بطريقته وحتى المقالب العادية التى اعتاد الشباب عليها مع بعضهم تعامل معها حليم اذا تخلف صديق عن موعده واو تاخر عليه ساعتها لايقابله ويترك له رسالة مع من فى البيت يبلغه فيها انه فى انتظاره فى فندق بحلوان ويرجوه عدم التخلف وكانت حلوان فى ذلك الوقت مكانا بعيدا فى اطراف القاهرة ويستجيب الصديق وهناك يكتشف انه وقع ضحية مقلب من مقالب حليم الظريفة
وكان حليم صديقا حميما للفنان الكوميدى اسماعيل يس يلتقى به كثيرا واذا لم يحدث يتصلبه هاتفيا ويسمع منه اخر النكت ويضحك من قلبه وبتلك الضحكات يستعين بها للحد من حالة العذاب التى يعيشها طوال يومه
كان حليم يعشق الحب ولايستطيع ان يعيش بدونه ولا يغنى الامن خلاله وقبل ان يقف على المسرح ليغنى يعيش قصة الحب التى تناولتها الاغنية بكل وجدانه واحاسيسه ولذلك من يستمع اليه وهو يغنى لابد ان يصدقه لانه يقول الحقيقة يروى حكاياته وعذاباته مع الحبيبة وهذه من اسرار نجاح العندليب وحليم كاى انسان احب وتعذب وفرح فالله يرحمه هذا الفنان الذى لايعوض ابدا