ضريبة الشهرة
القلق.. الإدمان.. الأزمات القلبية وراء رحيل النجوم الهرة - الأضواء - الثراء - الحياة الصاخبة هذا هو الوجه الأول للعملة في حياة الفنانين أم الوجه الآخر فعلى النقيض تماما حيث التوتر والقلق والمرض والنهايات الأليمة وفي دنيا أمراض الفنانين هناك أمراض (سوبر ستار) تقوم بدور البطولة في انهاء حياة الفنان ويتربع على عرشها جميعا مرض الكبد بمضاعفاته بالنسبة للرجال وسرطان الثدي وتوابعه بالنسبة للسيدات وهذا لا يمنع من وجود أمراض (سنيدة) تصاحب معظم الفنانين طوال حياتهم الإبداعية وهو ما نحاول إلقاء الضوء عليه من خلال هذا التحقيق
العندليب المريض لعل العندليب عبد الحليم حافظ هو أشهر فنان تفاعلنا مع ألمه وعايشناه منذ بداية رحلته مع المرض والتي سارت متوازية تماما مع رحلته مع الغناء والشهرة بشكل متوازي وكانا يلتقيان أحيانا في كواليس حفلاته حين تفاجئه الأزمة بعد نهاية وصلته الغنائية فيخرج من المسرح إلى المستشفى بينما يخرج جمهوره سعيدا هائما في أغنية الرومانسية الجميلة وعبد الحليم كان مريضا بكبده من آثار بلهارسيا قديمة كما كان مصابا بدوالي المرئ التي كانت تنفجر عقب أي مجهود يبذله. وظل يعالج في لندن على يد الدكتور (روجرز) أشهر أخصائي الكبد في العالم وأنتهت رحلة عبد الحليم مع الفن والمرض في مستشفى(كلينك)في لندن منذ عشرين عاما تطور خلالها الطب وأصبحت حالته ميسورة العلاج
والحقيقة أن مرض عبد الحليم ساهم في تثبيت صورته الرومانسية كمطرب رقيق مريض يحيا بالحب ويغني له ليقاوم الآلام والآحزان وهي الصورة التي سبق له تقديمها في أحد أفلامه(حكاية حب)ولأن البلهارسيا أحد الأمراض المتوطنة في مصر ولأن نجوم مصر معظمهم من ابناء الفلاحين والطبقة المتوسطة فقد أصابتهم أمراض الكبد المختلفة الناتجة عن مضاعفات المرض المصري العتيد ومنهم عبدالله غيث والملحن بليغ حمدي والممثل الكوميدي بدر الدين جمجوم الذي أجرى عملية زرع كبد في لندن ولكنه عاد ميتا من هناك والنجم محسن سرحان ومؤخرا النجم كرم مطاوع الذي انتشر السرطان من كبده لكل جسمه. البرنس وماء الرئة كما كان (عادل أدهم) منفردا في قدراته الفنية وفي تمكنه من أدواره في السينما حتى لقب ببرنس السينما المصرية كذلك كان متفردا في المرض الذي أودى بحياته حيث تجمعت المياه على رئتيه مما تسبب في الضغط عليهما وصعوبة التنفس وأجريت له عدة عمليات لبذل المياة من رئتيه وعندما لم تجدي سافر إلى باريس لإستكمال العلاج ولكن القدر كان أسبق فتوفى هناك وعاد جثمانه مع أرملته إلى القاهرة ليدفن فيها
عمر فتحي وأغنية لم تكتمل عمر فتحي مطرب شاب كان مرشحا وبقوة للنجومية في دنيا الطرب وخصوصا بعد وفاة عبد الحليم حافظ ولكنه أصيب بعدة أزمات قلبية اضطرته لملازمة الفراش وكالعادة اتهم بأنه يدعي المرض تقليدا لعبد الحليم حافظ طمعا في مزيد من الشهرة وتعطف الجماهير وكان الدليل الدامغ على صدقه هو وفاته شابا لم يتعد الثانية والثلاثين من عمره أثر أزمة قلبية حادة لم تمهله لإستكمال مشواره الفني إذ كان لازال يخطو أولى خطواته وقدم عددا محدودا من الأغاني الناجحة وشارك في مسلسلين تلفزيونين مع يسرا وشريهان وكان رغم ذلك متميزا في فن الأغنية الخفيفة المرحة
نادي القلوب العليلة والحقيقة أن الأزمات القلبية طاردت الكثير من نجومنا وكانت سبب وفاة كل من فريد الأطرش ويوسف وهبي ويحي شاهين وشكري سرحان ومحمد عوض كما توفى المخرج الشاب عاطف الطيب (41 سنة) بأزمة قلبية حادة نتيجة المجهود الشاق الذي بذله أثناء تصوير فيلمه..(جبر الخواطر) رغم تعليمات الأطباء له بالراحة ونصيحتهم له بتغيير صمامين في القلب وذلك بعد عام منوفاة استاذه بأزمة قلبية مماثلة ولكن بعد أن تعدى عمره السابعة والستين. والحقيقة أن الإرهاق الشديد والمجهود المتواصل أدى إلى دخول العديد من نجومنا الأحياء إلى نادي القلوب العليلة وعلى رأسهم النجم الراحل فريد شوقي الذي تعرض لأكثر من أزمة قلبية أجبرته على ملازمة غرف الإنعاش في عدد من المستشفيات بالقاهرة ولندن وأمريكا وكذلك نجم الكوميديا فؤاد المهندس الذي أصيب بذبحة قلبية في رمضان الماضي أدت لتعطيل فوازير (عمو فؤاد) الذي يحرص على المشاركة فيها منذ أعوام طويلة وكذلك أصيب المذيع اللامع طارق علام بأزمة قلبية نتيجة الأجهاد في رمضان قبل الماضي وهو يعد من أصغر أعضاء نادي الأزمة القلبية الذي يضم أيضا عادل إمام ويصعب حصر قائمة وفيات الأزمات القلبية التي تزيد حدتها وخطورتها بعد الستين وكان آخر ضحاياها الشاعر عبد الوهاب محمد والمذيع جلال معوض... وغيرهم
أم كلثوم مريضة وعلاجها الزواج؟! وإذا انتقلنا من المرض إلى نجمات الفن وبدأنا بكوكب الشرق أم كلثوم فسنجدأن رحلتها مع المرض بدأت بعد أن تجاوزت الأربعين حين أصيبت باضطرابات خاصة فنصحها طبيبها بالزواج لإنه العلاج الوحيد لحالتها وبالفعل تزوجت من أحد العزفين بفرقتها ولم تستمر معه أكثر من عامين انفصلا بعدها وعندما تجاوزت الخمسين أصيبت ببقع انتشرت على جلدها فذهبت للعلاج عند طبيب الأمراض الجلدية الشهير وقتها د.حسن الحفناوي وتطورت العلاقةوتزوج الطبيب من مريضته وعاش معها حتى وفاتها وهكذا ارتبط المرض مع أم كلثوم بالزواج وقادها إليه مرتين في حياتها حتى رحلت عن عالمنا بعدما أصيبت بنزيف حاد بالمخ. فايزة أحمد وناهد شريف والخطأ القاتل؟! الحلم بالجمال والشباب حلم مشروع لكل الفتيات والسيدات وخصوصا إذا كن يعملن بالفن ولكنه تحول لخطأ قاتل تكرر مرتين مع كل من الممثلة ناهد شريف والمطربة فايزة أحمد حين عمدتا لإجراء عملية تجميل للصدر ليبدو أكبر وأكثر شبابا فكانت النتيجة آلام مبرحة وأزمات متعددة وأنتهت بسرطان الثدي مما أدى لوفاة النجمتين في النهاية.