[b]
من جريدة عين
وبقلم الصحفى هشام يحيى
بمجرد اعلان هزيمة يونيو اعلن الشاعر عبد الرحمن الابنودى اعتزاله او اكتئابه الذى لم يخرج منه الابعد زيارة من صديقه المطرب عبد الحليم حافظ الذى دخل معه فى نقاش سياسى عاصف لدرجة ان حليم قال له انت بتروح السجن فى كلام فارغ ووقت الجد عايز تسكت اكتب ياعبد الرحمن وانا متحمل المسئولية معاك ومستعد ندخل السجن سوا وانتفض المناضل بداخل الابنودى وكتب موال النهار وبعدها المسيح
ولااعرف لماذا هاجمتنى حكاية الابنودى وانا استدعى حليم فى ذاكرتى احد الحلول المؤقتة للحماية من مناخ فنى ملوث يهرب فيه المطربون من اداء الخدمة العسكرية والواجب الوطنى بشهادات مزورة
ورغم انى احسب نفسى على المهووسين بحب حليم اعترف ان مع كتاب عبد الناصر وعبد الحليم سرى جدا ليسرى الفخرانى اكتشفت حليم الرمز الذى ينظر فى عين الثورة فيجدها وطنا زرع فيه احلامه وفينظر الى عينى عبد الناصر فيجدهما دف اب ولد من صلبه ولكن هل تعنى حكاية الابنودى ان علاقة حليم مع ناصر تعرضت الى شرخ سياسى وانسانى بعد الهزيمة حليم الذى وضعه يسرى الفخرانى فى مقارنة مدهشة مع هيكل فى حياة ناصر قلم وحنجرة صاغا مشاعر جيل وجعلاه ينضم الى سلسلة المعجبين بعبد الناصر فكره واراؤه هيكل يقرا افكار ناصر ويحولها الى منشورات سياسية فى الاهرام فتكون حديث الوطن العربى فى اليوم التالى اما حليم فهو يقرا افكار ناصر بدقة شديدة ويحرص على ان يحدد له الرجل افكار اغنية قبل اعياد الثورة ومنه كتب اغانيه بعد ذلك قبل ات تتحول الى حديث الوطن العربى فمقالات هيكل قراءة سياسية دقيقة للوضع فى مصر واغانى حليم قراءة سياسية لاحلام السلطة فى مصر
وهنا اختلف مع الفخرانى فى رؤيته لاغانى حليم الوطنية التى كانت تجسيدا لاحلامه نفسه قبل ان تكون احلام السلطة احلام جيل فى غد اكثر اشراقا ولماذا لاينحاز حليم للسلطة الم يكن عبد الناصر هو السند الحقيقى له فى لحظات ضعفه ومرضه فقد قال حليم للرئيس عبد الناصر عندما زاره فى منزله بعد علمه بمرضه انك علمتنى الا انحنى لاحد وعلمتنى العزة واكبر دليل على اعتزاز حليم بكرامته عندما رفض االاعتذار لام كلثوم بعد الازمة التى حصلت بينهما فى احد احتفالات الثورة
ونعود الى حليم الفتى الذهبى للاغنية ونقدم جانا اخر فى شخصيته غاب عن الكثيرين وهو جدعنة اولاد البلد فعندما دخل المشير عامر فى صدامه مع ناصر وتحديد اقامته كان حليم من الوحيدين الذين داوموا على زيارته فى الفيلا التى تم فيها تحديد اقامته وهو نفس الشى فعله مع فؤاد سراج الدين المغضوب عليه من الثورة رغم نصائح صديقه مصطفى امين ان يبتعد عنه حتى لايعاقب وكان حريصا على زيارته اسبوعيا فى السجن وحسب ماكتبته عطيات الابنودى فى مذكرالتها ايام لم تكن معه ان حليم هو من القلائل الذين زاروها فى بيتها والابنودى فى السجن عارضا عليها خدماته واية مساعدة تطلبها
هذا هو حليم ابن مصر كلها وليس الثورة وحدها او عبد الناصر وحده