[b]
من مجلة الاهرام الرياضى
كان حليم يدرك ان كل ماتوصل اليه الطب من تقدم لن يستطيع شيئا امام الانخفاض المستمر فى معدل اداء الكبد خاصة بعد واقعة الابرة الملوثة التى نقلت اليه الصفراء فى مستشفى المواساة بالاسكندرية رغم العناية الفائقة التى كان يحاط بها وحين كان هناك امل اخير فى ان يتوصل الامريكيون الى عملية ينهون بها الامه الا ان المفاجاة ان قراءتهم للتقارير والفحوصات اكدت ان الموقف خطير واقترحوا عليه ان يجروا له عملية تجعله يعيش حياته دون متاعب على شرط ان يتوقف عن الغناء لانهم سيجعلوا الدم يستمر فى دورته دون ان يمر بالكبد واى سيلغوا وظائف الكبد مما سيجعله يفقد الذاكرة ويشعر بالتوهان ويتغلب على هذه المشكلة بتناول حبة من عقار معين يكون دائما فى جيبه اذا ماشعر بحالة من التوهان ولكن رد حليم انه يفضل الموت عن هذه الحياة وهكذا كان مكتوبا عليه ان يتحمل المزيد من الالام الجسدية والنفسية بعد تلك الصدمة واصبح من المحتم عليه ان يتوجه الى لندن بعد كل مرة يعاوده النزيف ليخضع لعملية كى فى وردة وشرايين المرى يستخدمون فيها مواد كيمائية لوقف النزيف وهى عملية تسبب له الاما فوق طاقة البشر
ولكن السؤال بعد ماخضع له حليم من عمليات هل هى قوة الارادة والاصرار على عدم الاستسلام حتى اخر ثانية من حياته وهل هو حب الدنيا التى اعطته الشهرة والمجد والمؤكد ان هذا التصور هو احد العناصر التى جعلت من حليم علامة فارقة فى تاريخ الغناء العربى
وفى بعض اوراقه الخاصة التى يسجل فيها خواطره كتب يقول
اننى اعجب من هذا الحرص الشديد على الحياة والتشبث بها رغم مافيها من عذاب وحيرة وموت وهذا يرجع الى حقيقة مؤكدة هى ان اقل محة جمال بها تجعلنا ننسى كل شرورها ثم اليس الحب حين يطغى على ارواحنا يجعل دنيانا اجمل بكثير لكن الاهم من هذا هو حب المقاومة لقد خلقنا لنكون ادوات الخير التى تحطم ادوات الشر انه الصراع الابدى بين الخير والشر
كلمات اخرى جاءت فى خواطر حليم تكشف عن متاعبه مع الارق وكم كتب يدعو الله ان يخلصه منه حت لايجعل قواى تخور فى معركتى مع الحياة ثم يضيف انت لاتدرك ماذا تفعل بى ايها الارق انت تحطم امالى تدمرها يدعو الله ان يخلصه من الصداع الذى يمزق راسه ليته يتكنى انام واستريح
وفى ورقة اخرى كتب
سرحت الليلة كثيرا مع شخصيات اعرف انها علامات فى حياتى عبد الوهاب والطويل والموجى والعمروسى واختى واصدقائى شخصيات اخرى كثيرة تظهر وتختفى دوامة رهيبة بلدى وحبى
ويختم سطوره متهكما الصداع مازال يمزق راسى حالة تستحق الدراسة
والواقع ان حليم المقاتل الشجاع كان يجيد قراءة سيناريو حياته اضطر فى مرحلة من مراحل حياته الى مواجهة عدة معارك ضارية كانت تستهدف النيل منه بعد كل ماحقق من مكانة تربع بها على عرش القلوب حيث انهالت عليه سهام الشر من عناصر كانت تتصور انه يحجب عنها الاضواءوانه لايريد منافسا له وانه يحاربهم بكل مايملك من امكنات وربما ماجعله هذا يشيرا فى اوراقه الخاصة متسائلا
لماذا كل هذا الحقد ولماذا كل هذا الشر ماذا يريد هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم وتحولوا الى وحوش لاترحم فى سبيل تحقيق ماربهم
ولكن حليم لم يحارب احد لكنها الغيرة الى حد المرض من عبد الحليم الذى تحول الى حالة حب تسكن قلوب ملاايين البشر