كتبت احدى المجلات (قصة هذا الرجل00000يأتى من الصعيد00ليضع دموعه على قبر عبد الحليم0000كل سنة 00من 19 سنة 00نفس المشوار00يأتى من هناك00من أرض التمر و النيل أسوان 00الى قبر عبد الحليم فى البساتين يضع باقة ورد يشتريها بجنيهاته القليلة من كشك فى ميدان رمسيس 00يجلس بعيدا كأنه يخفى عن الناس قصة حبه 00و دموعه00اعتدت رؤيته بوجه يحمل قسمات مصرية أصيلة و بشرة سمراء ووروده التى لم ينس مرة احضارها 00و لم يتأخر00دائما من يوم وفاته00اسمه:عبد الجواد عويطة 00رجل شهم و قلبه لا يعرف النسيان 00يحمله قطار الليل من أسوان فى أعماق صعيد مصر ليصل ظهر اليوم التالى الى القاهرة 00حاملا بداخله كل حبه للعندليب 00قد يستغرب كثيرون ما يفعله و يرون فيه شيئا من المبالغة و لكن ما يربطه بعبد الحليم ليس أغنية يرددها أثناء سيره 00و انما عالم اّخر واسع من الحلم و الحب و الذكريات يشهد على اخلاصه ناظر المحطة و قطار الليل و سائق الأتوبيس و مدافن البساتين وورد تذبله حرارة الأشواق 00و فى لحظة فضول قررت أن أقترب لأعرف منه و عنه 00قد يكون غريبا أن يرتبط بعبد الحليم و أغانيه أكثر من ارتباطه بالأغانى النوبية 00الا أن عبد الحليم يشعره دائما أنه يتكلم عنه 00عن تجربته وحده و ليس تجربة غيره 00مات عبد الحليم 00و كان عمر عاشقه الصعيدى 21 عاما عمر الشباب و الأحلام 00شعر يوم موته أن الحياة ينقصها شيئا 00و قرر بدون تردد أن ينزل مصر لوداعه الأخير 00وسط حشود المودعين و دموع العاشقين و صراخ المراهقات انسابت دموعه و تسمرت قدماه فى أحد أركان المدفن 00لم يشعر بما يحدث وسط الضجيج 00و رجع الى أرض الواقع على هزات يد حارس المدفن الذى كان ينبهه أن الوقت فات دون أن يشعر و أن الليل قرب على الدخول و أن عليه أن يترك المكان ليلحق بقطار الليل 00وضع زهوره فى هدوء و ذهب الى المحطة دون أن يعرف كيف وصل و كيف سافر فقد كان بكل وجدانه يحيا مع عبد الحليم 00مات عبد الحليم و لم يجد بعدها من يعبر عنه و عن أحاسيسه 00أصبح تائها 00يهرب دائما الى أغانى عبد الحليم فيجد ما يبثه الى حبيبته و ما يخفف شوقه و ما يلهب حماسه 00و على مدى 19 عاما ظل قطار الليل يحمله ليمضى الوقت مع عبد الحليم )00تحقيق من الصحفية فاطمة الزهراء