خطابات نادرة من العندليب الى بعض الصديقات والحبيبات

[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
كتب حليم يقول
عزيزتى ا يااعز الناس
سامحينى اذااهملتك طول هذه الفترة فانا لااشطبك من قاموس حياتى كماتدعين ولو شطبتك اكون قد شطبت كل حياتى ولكن الفنان مثلى لايستطيع فى عالم كله وحوش ان ينام مغمض العينين فاناكما تعلمين انام بالنهار واصحو بالليل والليل يعطينى فرصة للاراء المجردة فالسكون هو ااحلى احبه والضوضاء تشتتتنى وانا لااعرف كيف اهملك لانى قد اكون قد اهملت نفسى ولكنى غاضب من كلامك الاخير حول حياة الارتست كما تصفينه فنحن الفناني دورنا ان نسعد الناس حتى على حساب انفسنا وكونى فنانا ليس مرادفا لكلمة انحلال وسهر وعبث كونى فنانا مدعاة للاحترام ففى تونس تتمنى الام الحبلى ان تلد شاعرا او فنانا
سامحينى اذا كنت لم اسال عنك فعذرى معى وهو اننى انشغلت بغنوتى الجديدة فاتت جنبنا وعبد الوهاب لايرحم اذا كان الملحن مشتاق الشوق كله
حليم
وكتب حليم خطابا اخر لصديقة عربية
عيزتى م
لقد اعطانى الله الشهرة وسلبنى الصحة واعطانى المجد وسلبنى الحنان وانا لست بحاجة لحب قد حاجتى لحنان فانا مهموم من الداخل وربما كان الغناء هو الشى الوحيد الذى يسكت هذا الشريط المؤلم الدائر دائما فى صدرى وعقلى اعود الى البيت متاخرا افتح شقتى بمفتاحى كما لو كنت يااعز الناس فى غرفة فندق لكم تمنيت ان تفتح لى الباب انسانة تنتظرنى حتى اعود تمنين ان يكون بالبيت سند ومع ذلك اجد كل شى جاهزا عشائى والحمام ولكنى ازلت فى بيت العائلة وهناك شعور بالغربة التى لايبددها سوى التليفون اتكلم فى التليفون كثيرا وانا اشك اكثر فى عواطف التليفون رغم انى مطرب ومفروض انى افهم فى الاصوات فقد اصبحت لااثق الابوجه انسان امامى المس احاسيسه بنفسى واتاكد منها بمشاعرى
ان كلمة احبك يمكن نطقها بمائة صورة وانا لااثق الا فى صورة واحدة صورة الانسان الحنون ينطقها دون ان انتظرها واليك يااعز الناس قبلاتى وحنينى
حليم
وكتب حليم الى حبيبته ذات مرة يقول
صدقينى اذا تزوجت فلن اسمح لزوجتى ان تعمل فانا فلاح وهكذا افضل لاتسالينى عن الاسباب ربما لااصارح احدبهذا الكلام ولكنه الحقيقة انا احب زوجتى ست بيت فالمهام التى تقوم بها لاعداد هذا البيت لزوجها لاتقل ابدا عن مهامى وكفاحى كزوج فى سبيل اسعاد هذا البيت ومن اجل هذا لااحب لزوجتى المرمطة فى العمل مادمت قادرا على الانفاق على البيت وربما تقولين ان الست تعمل لان العمل حلو ويعطيها فهما للحياة وانا معاكى تمام ولكن انا كده ولكل انسان ظروفه ومفاهيمه فلاتظنى اننى اقلل من شانك ولااقوى على زعلك تصورى عندما جئت من الخارج كان اول تليفون لك وكم كانت فجيعتى عندما اخبرونى انك سافرت يوم عودتى يااحب الناس لنفسى دمت لى
وكتب لصدية حميمة يقول
اعلم اننى سوف اغادر هذه الدنيا ولكن متى ذلك السؤال لكنى متاكد انى سوف اغادر هذه الحياة دى الحقيقة الوحيدة اللى عارفها وليس لى اختيار فى توقيتها يعنى جينا الدنا ليه ورايحين فين وبين ماجينا ماشيين بنتعذب ليه ده الى مش مفهوم ابدا ياارق الناس فلاتو ميننى ان قسوت على نفسى فانا مجرد مسافر بلا حقائب

اعتقد ان الخطاب الثالث كان موجها للسندريلا حيث يشترط عليها التفرغ له و لرعاية البيت وهذا طبعا صعب جدا على فنانة وصلت لدرجة النجومية ... اما الخطاب الرابع و الأخير فهو مستوحى من اغنيته الأخيرة من غير ليه التى لم يمهله القدر من التغنى بها فى حفلة الربيع عام 1977

شكرا للأخت نهى على هذه الخطابات الرائعة