[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
كتب حليم لاحد النقاد العرب خطابا يقول فيه
بقدر ماتقسو على فيما تكتب بقدر احترامى لك لانى اعلم ان ماتكتبه نابع من ضميرك ولو كنت ناقدا مصريا لذهبت اليك وناقشتك فيما تكتب ولكنى اعرف انك ترفض اللقاء ظنا منك انه يؤثر على قلمك ولهذا لن احضر لك واقابلك وسانتظر فعسى ان تفهمنى اكثر ولاتاخذ المسائل من القشور
كتب للاستاذ محمد زين بجريدة السياسة الكويتية
عزيزى الاستاذ زين قرات ماكتبته عن عدم رغبتى فى الزواج لان مرضى يمنعنى من اداء وظائفى كزوج واحب ان اقول لك ولك مطلق الحرية فى النشر او عدمه انه ليس عندى اى مانع طبى يحول بينى وبين الزواج مثل المانع الذى يعانى منه مرضى القلب فالزواج يرهق القلب ولادخل له بالكبد وكل مااخشاه من الزواج الان هو العمر القصير فلااستطيع تربية اولادى ثم العذاب الذى ستراه الزوجة معى كممرضة تصحو من عز نومها لان موعد الاقراص قد حان ارجو ان اكون قد اجبتك على مااثرت على صفحات السياسة
اخوك حليم
وكتب للشاعر الاردنى حيدر محمود
نعم ياعزيزى حيدر ان شيئا فى داخلى انكسر بلا صوت واننى ابحر فيما وراء اصقاع الحزن اننى اغنى هذه الايام بقلب ملتاع فى حزن جبار لاتسالنى عن الاسباب فهى لاتخفى على شاعر حساس مثلك اننا فى هذه الرحلة رحلة الحياة نسير فوق الشوك نعم فوق الشوق مشانى زمانى زمانى انا نكتشف خلال الرحلة ملمس شى ناعم رقيق فاذا بثعبان يهاجمنا بنعومة نكتشف ملمس شى خشن نكرهه للوهلة الاولى فاذا به صديق يقول لى انت اعور ولايخجل ولكن اقسى شى فى الوجود عندما تحترم انسانا يحتقر نفسه من الاعماق انك تصاب باكتئاب عنيف تحاول ان تعيد لهذا الانسان احترامه لنفسه ولم ياترى اننا خلقنا صفحات بيضاء فماالذى لوث هذه الصفحات ببقع سوداء لماذا يتحول الانسان فى هذه الدنيا من طيب الى شرير لماذا يستخدم انيابه للفتك باخيه الانسان لماذا يحتقر نفسه بينما تراه الناس محتر ما ان ذهنى مشغول بعشرات الاسئلة بعضها اجد له حلا وبعضها اناقشه مع العقلاء من اصدقائى وبعضها يظل علامة استفهام تتراقص امامى دون جدوى
من هنا اغنى بنفس مرهقة وقلب حزين
حليم