[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
احب حليم ذات يوم تلميذة فى الزقازيق اسمها سها الشبراوى وكان يغنى لها كلما راها وذات يوم تخلفت عن موعده وانتظرها طويلا ولم تاتى وفجاة لمحها متابطة ذراع شاب مفتول العضلات فتتبعه حتى ودعها الشاب قرب بيتهاوذهب حليم يعاتبها فقالت له انا عايزة راجل يحمينى ياعبده ولاذ حليم بالصمت وتذكر حادثة صغيرة بطلتها سها كان ذلك عندما حاصرها احد شاب الزقازيق وضايقها فراحت تشكو حليم فقال لها احنا مانا وماله خليكى فى حالك وخلاص وصرخت سها دانا فاكراك حاتكسر نافوخه وقال لها حليم ال راجل بمخه ياسها مش بالخناق ولم ترد سها واختفت من حياته
يقول حليم علمتنى هذه الحادثة ان القوة ضرورية وان الاخلاق تبدو فى نظر بعض النساء ضعفا
وربما هذه الحادثة اثر فى تكوين حليم فيما بعد فلقد كان متهورا ومن الممكن ان يفقد عينه فى مشاجرة مثلما حدث حين كان فى طريقه الى استديو مصر لعمل مونتاج احدى اغانيه ولمح سيارة فيات سوداء تطاردها سيارتان وكان يقود سيارته بنفسه واسرع ليرى هذا المشهد فى شارع الهرم فاكتشف ان سعاد حسنى بداخل السيارة الفيات واذا به يطلب منها ان تتوقف فتوقفت السيارتان وراءها بالحاح سخيف ونزل حليم من سيارته وتوجه الى واحد من الشبان الذى كان يقود احدى السيارتان وامسك بخناقه وكاد يخنقه وعندما راى الشبان حليم اعتذروا له وقالوا له شقاوة فقال لهم بطريقته لاغلاسة وقلة ادب
والحادث الثانى الذى لعب دورا فى تكوين حليم انه ذات مرة وكان فى الحادية عشرة من عمره سار فى جنازة ميت لايعرفه وظن المشيعون انه يمت بصلة قرابة للميت وعندما حانت لحظة دفن الميت سار الطفل معهم حتى راى بعينيه لحظة انزال الكفن تحت التراب ويقول حليم من فرط طبطبة الناس على ظهرى بكيت بحرقة انا لااعرف الميت ولاادرى هل هو رجل ام امراة ام طفل وكانت هذه اول مرة فى عمرى المبكر ارى ميتا وارى كيف يوارى تحت التراب ثم عاد الناس المشيعون وسمعتهم يتكلمون فى مشاكل حياتهم العادية وكانهم ادوا واجبهم وتساءلت ببراءة يومها اين ذهب الميت ولم اعرف اجابة السؤال
وربما لهذه الحادثة عمق فى حياة حليم فقد كان يصادق بشدة فكرة الموت وكان يعتقد ان هناك ناسا اموات وهم احياء وهناك بشر احياء وهم اموات