[b]
من كتاب العاشق الذى رحل عبد الحليم حافظ للشاعر على ناجى
واخيرا عاد العندليب الى ارض الوطن عاد ولكنه لم يعد على قدمين بل عاد هائما على وجهه عاد ولكن مجرد جسد بلا نبض ولاحياة مجرد جسد بلاروح عاد ولكن بلا ابتسامته الصافية وبلا ضحكته الرقيقة وبلا صوته الهادى العذب الرقيق وبلا حنانه المتدفق واحساسه النابض عاد داخل صندوق من الخشب ستخرج به الملايين بعد ساعات الى مقابر البساتين فقد سكت كل شى فيه وانتهت رحلة الحياة والحب والالم ويصبح الانسان الذى كان صوته يملا الدنيا والذى كان كل انسان يتحدث عنه وعن ماضيه وعن حاضره وعن مستقبله وعن اول واخر اغنية له وعن الاغنية او الفيلم الجديد الذى سوف يقدمه لهم فى العام القادم وفى الربيع القادم ويصبح ذلك الانسان مجرد ذكرى مجرد شى كان نابضا فى الحياة للناس
ولكن هل كان يمكن ان ينتهى العندليب عند هذا الحد وان تمر حياته واسمه وصورته امام عينى كاى شى عابر وهل انتهى ماكان يربطنى به لكن كيف وانا لم احصل على نصيبى من الصداقة ومن الحب ومن الوفاء فى حياته كيف وقد اخذه الموت منا لكننى كنت قد عقدت العزم على ان يكون عطائى وان يكون وفائى للعندليب فى تلك اللحظة التى غاب عنا فيها
ولم اكن املك سوى قلمى وسوى اوراقى لم اكن املك سوى كلمات نابضة واحساس صادق ورغبة فى احياء ذلك الاسم طوال العمر ورغبة فى ان تظل ذكراه حية فى كل مكان وبدات اسجل على صفحات الاخاء الايرانية مقالى عن العندليب الراحل بعنوان وانطفات اجمل شمعة حب فى مصر وقصيدتى الاولى له بعد رحيله بعنوان وداعا عندليب الحب الاسمر لتكون اول الخيط فى رحلة الوفاء للعندليب الذى كان دائما بعيدا وكان دائما هناك فى اقصى الشرق او اقصى الغرب وفى اقصى الشمال او اقصى الجنوب