عن أيام وليالى عبدالحليم حافظ
منير عامرنشر في صباح الخير يوم 29 - 03 - 2011
ما أن جاءت أخبار الصحف بنبأ وفاة إليزابيث تيلور، حتى قفز عبدالحليم حافظ إلى الذاكرة.
فقد استطاع ذات يوم قديم من أيام يناير من عام 1964 أن يحجز أكثر من عشرة مقاعد فى واحدة من أكبر دور العرض بشارع الشانزليزيه. وجاء صوته عبر تليفون الفندق الرخيص الذى كنت أنزل به قائلا: إنت فين ؟ النهاردة حاندخل فيلم كليوباترا مع بعض. ومعانا عماد البط وصلاح بسيونى وهشام عامر وعفت رضا.
لم أندهش لذكره تلك الأسماء التى تقود العمل الدبلوماسى بسفارة مصر بباريس ، فقد التقطت على الفور أن عبد الحليم أراد أن يرد مجاملات أعضاء السفارة الذين رحبوا به بما يفوق التصور فى بيوتهم وحياتهم وكانوا دائمى التقدير له ، ولعله أراد بتلك الدعوة أن يجمع الكل فى صف واحد داخل تلك السينما الرائعة البناء الواقعة فى منتصف شارع الشانزليزيه، وأعترف أنى اندهشت لاستطاعة عبد الحليم الحصول على تذاكر لهذا الفيلم الذى يتزاحم الجمهور ليحجز تذاكره بعد خمسة عشر يوما من لحظة الوصول إلى شباك التذاكر. وحين سألت عبد الحليم «كيف استطعت الحصول على تذاكر لهذا الفيلم ؟ أجابنى بأن هناك وكالات سياحية تحتفظ بكمية لا بأس بها من تذاكر أى عرض سينمائى أو مسرحى من أجل من يزورون باريس أو لندن أو نيويورك ليوم واحد ، وعادة ما تكون التذكرة بضعف ثمنها العادى .
طبعا حسبتها أنا بالنقود، ووجدت أنه دفع مبلغا ضخما ولكنه أراد أن يرد سباق الدعوات التى وجهها له كل عضو بالسفارة ، ولم يعتذر عن أى دعوة ، وحين سألته: '' أنت لا تأكل من كل الأصناف التى تتفنن السيدات المصريات فى صناعتها وتكتفى بالخبز الناشف وأى قطعة جبن ، وأحيانا تقف يدك فى منتصف المسافة بين طبق ورق العنب قبل أن تلتقط منه إصبع «محشى»، وتسأل : هل تم وضع فلفل أسود فى خلطة الأرز المحشو بها ورق العنب ؟ » فإن كانت الإجابة بنعم ، فأنت تعيد إصبع ورق العنب إلى مكانه '' . قال لى عبد الحليم ما لا أنساه أبدا «الفنان المصرى عليه أن يكون هو مؤسسة تقوم بكل ما هو مطلوب للتواصل مع الجمهور ، فإذا ما رحب بى كل بيت مصرى من بيوت الدبلوماسيين ، فهم سيقولون لكل أقاربهم وأصدقائهم إن عبدالحليم كان معنا ، وطبعا هناك جسر من المحبة يجب بناؤه كل يوم .
أما عن ورق العنب، فمعدتى لن تتحمل ولو فتفوتة صغيرة من الفلفل».
وأثناء مشاهدة فيلم «كليوباترا» كانت كل ملامح الحضور فى انتظار المشهد الذى تم تسويق الفيلم على أساسه ، المشهد الذى يحكى كيف أمرت كليوباترا خدمها بأن يلفوها فى سجادة لتقدم نفسها إلى يوليوس قيصر فى روما ، وطبعا كان المشاهدون فى حالة توقع لهذا المشهد ورؤية تفاصيله.
ولم يكن عبد الحليم يعلم أنه بعد أقل من عدة شهور بعد عرض الفيلم سيجد من يخطف سعاد حسنى من منزلها ليقوم بلفها فى سجادة ليدلقها أمام واحد من كبار رجال الحكم المصطفين فى جانب عبدالحكيم عامر . وأنها ستشكو لعبدالحليم من تلك الإهانة التى لحقت بها . فما كان منه إلا أن تذكر أنه ريفى وأن ما حدث لسعاد هو أمر مخجل ومؤلم ، وعلى الفور اتصل بشمس بدران ليطلب لقاء عبدالحكيم عامر . ولم يكن المشير عبد الحكيم عامر ليرفض طلبا لعبدالحليم ، وفى مكتب عبد الحكيم روى عبد الحليم القصة الكاملة لتلك المحاولة التى قام بها بعض من رجال رئيس أحد أجهزة الأمن خصوصا بعد أن رفضت التواصل معهم فيما يريدون. وما كان من عبد الحكيم عامر إلا أن يزجر بعنف واضح رجل الأمن الذى أصدر أمر اختطاف سعاد حسنى وتقديمها له ملفوفة فى سجادة كإليزابيث تيلور.
ولا يعرف أحد قدر الحزن الذى دهم عبد الحليم فى تلك الفترة من الزمن، ولكنى كنت أراه بشكل شبه يومى من أجل مذكراته التى طلب منى أن أتابعه لكتابتها ، كان الألم والحزن بسبب إحساسه بأن سعاد هى ملكيته الخاصة، والتى فرح كثيرا عندما سمع وصف الشاعر كامل الشناوى لها«إن كل عين من عيون سعاد هى شفاة تبتسم ».
وطبعا لم يتذكر عبد الحليم الشرط الذى وضعه بينه وبين نفسه لتكون كل عين من عيون سعاد هى شفاة تبتسم ، الشرط هو ألا تكون قد نسيت وضع الرموش الصناعية أو غفلت عن إحاطة الجفون بالكحل أو «الآى لاينر »، ذلك أن عيونها دون أدوات التجميل تبدو بلا رموش ، وملامحها دون مساحيق التجميل تبدو كفتاة من فتيات الريف اللاتى يجمعن القطن فى واحد من حقول السادة.
كان عبد الحليم يعلم أن قصته معها انتهت كمشروع زواج منذ أن كذب الحكاية كلها واستمع لرأى مصطفى أمين الذى كان يرفض فكرة الزواج ، كى يظل عبد الحليم هو النجم المتربع على قلوب البنات ، ولم يتقبل رأى إحسان عبد القدوس الذى كان يؤمن أن الحب والزواج لا يؤثران على الفنان. ولعل عدم تقبله لهذا الرأى هو اعتقاده بأن كل ما يحبه عليه الابتعاد عنه. ألم يكن يتمنى أن تعيش بهانة بنت عماشة والدته ؟ ولكنها صرخت بعد أن سمعت صرخات ميلاده لتصعد روحها إلى السماء . ألم يكن يحلم بأن يتزوج ممن غنى بعد فراقها «فى يوم فى شهر فى سنة .. تهدى الجراح وتنام .. وعمر جرحى أنا أطول من الأيام » . وبعد أن ترك شقة عمارة السعوديين وسكن فى المنزل الذى منحه إياه عبد الحكيم عامر فى العمارة المملوكة لواحد من صناديق القوات المسلحة ، ولكن القدر لم يمهلها لتعيش فيه .
ولم يقبل رأى كمال الطويل فى مسائله العاطفية ، فقد كان كمال يتهمه بالأنانية المطلقة فيما يتعلق بعلاقته بالجنس الآخر. لم يكن كمال يعلم أن فى داخل عبد الحليم تتجاور الأنانية مع عدم الثقة فى أن امرأة ما ستحقق له حلم الأمان، ولهذا تشتت كثيرا فى العلاقات العاطفية، بداية من الراقصة التى أحبها وأحبته وأرادت أن ترقص على غنائه فى بداياته، ولكنه رفض أن تغنى أمامه راقصة حتى لا يكون شبيها بفريد الأطرش الذى احترف الغناء وأمامه راقصة ما ، سامية جمال فى البداية ثم حاولت هند رستم أخذ مكانها فى أفلامه . ولم يكن عبد الحليم يرغب فى أن يكون شبيها لأحد ممن احترفوا الغناء من قبل . وتقبل انجراف الراقصة فى تيار محمد الموجى الذى أسرع بها ذات ليل ليعقد قرانه عليها ، فالموجى الذى يخاف السماء كثيرا احترف الزواج الفورى . وعندما تنتهى الحكاية فهو يعود إلى أم أمين زوجته الأساسية .
ولم ينس عبد الحليم تلك الحكاية أبدا فى رحلة علاقته بالموجى . فقد ظلت تلك الحكاية فى رأسه كلما التقى بالموجى . ولذلك شهدت علاقته مع الموجى الكثير من الشد والجذب. ولم يجعلها رقراقة مرة أخرى سوى «رسالة من تحت الماء » و« يامالكا قلبى » ثم أخيرا جاءت أغنية النهاية « قارئة الفنجان » وكانت البداية مع الموجى فى «صافينى مرة وجافينى مرة ». وما بين البداية والنهاية عاش عبد الحليم يقترب من المرأة ويبتعد عنها. وجاءت الظروف الصحية باضمحلال الكبد الذى كان عاجزا عن إبادة هرمونات الأنوثة فى جسده ، وعاجز فى نفس الوقت عن دعم هرمونات الذكورة فى هذا الجسد . وهكذا أصبح جسد عبدالحليم مرتبكا بما يفوق التصور، وبما لا يمكنه من الزواج. وعلى الرغم من استقراره الأخير على واحدة من بيت عائلة كبيرة بعمان كى يتزوجها ، وهى من كانت تهتم بملاءات سريره حتى وهو فى المستشفى وهى المتعلمة خريجة إحدى جامعات لندن لا تكف عن البحث عن السحرة كى يقوموا بعمل ما لعل الكبد يشفى ، ولكن بلا طائل .
ولكن رغم تعدد علاقات عبد الحليم حافظ إلا أن سعاد حسنى ظلت حكاية مستمرة فى قلبه، حكاية لا تملك نهاية واضحة. فهو يقترب منها ليبتعد عنها، وهى تقترب منه لتبتعد عنه. إلى أن انطلقت بعيدا بشهرتها وجنونها ليبقى هو فى شهرته وجنونه. وعلى الرغم من الابتعاد فإن أيا منهما لم ينس الآخر ، فالحب الذى ملأ المسافة بين بيته وبيتها والذى لا يفصلهما سوى شارع واحد، هذا الحب لم يتحول أبدا إلى كراهية. بل امتدت حماية عبد الحليم لسعاد إن شعر أنها تحتاجه، إلى أن وصلت إلى نقطة لم تعد عندها فى حاجة لحمايته ، بعد أن اعتمدت على نفسها. وهكذا صار كل منهما يسكن خيال الآخر من بعيد لبعيد . هو يحكى عنها كحلم جميل مفقود . وهى توقفت عن الحكاية عنه ، خصوصا بعد أن امتلكت صداقة هائلة مع صلاح جاهين وكمال الطويل. وقد حدث هذا بعد عام 1967 . فهزيمة يونيو الفاجعة قامت بتخفيف علاقته مع كمال الطويل، لأن عبد الحليم من بعدها اتجه إلى المغرب يغنى لملكها فى كل يوليو، بعد أن كان يغنى لجمال عبد الناصر. ولم يكن كمال الطويل بقادر على أن يضع موسيقاه فى خدمة أى قصر مهما كان عطاء هذا القصر. وهو الفنان الوحيد فى عصره الذى أسس شركة تسجيلات للكويت والخليج لإنتاج أعمال إذاعية كيلا يحتاج إلى النقود من التلحين، فألحانه الخارقة لا تنبع إلا من انفعال صادق. وكان يوم التاسع من يونيو من عام 1967 هو اليوم الفاصل فى تلحين كمال لأى أغنية تتغنى بفرد حتى ولو كان هذا الفرد هو جمال عبد الناصر.
ولم يكن قرار كمال الطويل بعيدا عن شخصيته التى تفرق تماما بين الفن وبين الكسب من الفن، فضلا عن أن علاقة كمال بالنقود تتشابه مع علاقة سعاد حسنى بالنقود. وتتطابق مع علاقة صلاح جاهين أيضا بالنقود، فالنقود ليست للاكتناز بل للصرف. ولا يجب أن يضع الإنسان موهبته فى مقابلها. وهذا عكس التيار السائد عند أغلب الفنانين فى كل زمان. ولذلك عندما وجه عبد الحليم الدعوة لكمال الطويل كى يسافر معه إلى المغرب لم يقبل كمال أبدا. فضلا عن جرح مكتوم بقى فى قلب كمال عندما أحس أن عبد الحليم تآمر عليه ببساطة فحفر المسافة بينه وبين أم كلثوم بكثير من الحفر، فلم تقترب أم كلثوم من كمال الطويل إلا فى عدد من ابتهالات أغانى رابعة العدوية ثم النشيد الوطنى الذى كانت كلماته ''.. والله زمان ياسلاحى.. اشتقت لك فى كفاحى.. أضرب وقول أنا صاحى.. ياحرب والله زمان '' «هو النشيد الذى ألغاه أنور السادات واستبدله بنشيد بلادى بلادى ». وطبعا لم يعاتب كمال الطويل صديق أيامه الأولى عبد الحليم حافظ ، فقد نظر إليه كابن عاق. لأن رعاية كمال الطويل لعبد الحليم فى بداية مشواره الفنى كانت هى القاعدة التى انطلق منها عبد الحليم، ف«على قد الشوق.. ياجميل سلم» هى التى أطلقت شهرة عبد الحليم منذ عام 1953 بل هى من أخذت على سلم نجاحها إلى آذان الجمهور أغنيته الأولى «صافينى مرة» التى لحنها محمد الموجى .
وكان من الطبيعى أن تلتقى سعاد مع ألحان كمال الطويل وكلمات صلاح جاهين لتؤسس لنفسها فرحا شديد الخصوصية ، فى « أميرة حبى أنا » و«خلى بالك من زوزو ».
ولكن حرب أكتوبر عام 1973 تقرب بين عبد الحليم وكمال الطويل مرة أخرى فى «خلى السلاح صاحى ». ولم يأبه كمال بعد رفض عبد الحليم لغناء «مصر هى أمى » التى غنتها عفاف راضى. وكان رفض عبد الحليم لغناء تلك الأغنية نابعاً من رفض كمال الطويل لتلحين أغنية «عاش اللى قال الكلمة بحكمة فى الوقت المناسب» فهى أغنية لشخص هو السادات . وكان كمال قد أخذ على نفسه عهدا ألا يقوم بتلحين أى أغنية تتغنى بشخص مهما كان وأيا كان.
لابد أن نقول أنه عصر كان خارقا للعادة فى صفاء قلوب كثير ممن عاشوه، فعبد الحليم كان صافى القلب لموهبته وحدها، موهبة خارقة تقتحم القلب بلا استئذان لتغنى للمشاعر وحدها . ومثل تلك الموهبة كانت لسعاد حسنى، أما كمال الطويل فهو القادر على أن ينسج من اللحن ما يجعل البساطة هى سيدة الموسيقى. ومن تلك البساطة جاءت سعاد حسنى لتتجاوز عن كل أحزانها ولتهبنا الفرح فيما تقدمه من أفلام . وكان بساط الريح الذى حمل صوتها مع ألحان كمال هو الشاعر صلاح جاهين سيد البساطة المعجزة فى الكلمات.
تندفع التذكارات فى رأسى حين أرى بعيون ما جرى أمامى ، كيف أطالت أم كلثوم ذات حفلة من حفلات 23 يوليو ، وغنت أغنيتها التى لحنها محمد عبد الوهاب ، لعلها «رجعونى عنيك لأيامى اللى راحوا ». وأحس عبد الحليم أنها أرادت أن تغنى ليلة 23 يوليو بأكملها فلا تمنحه فرصة كى يغنى. فما كان منه إلا أن قال للجمهور الذى يجلس جمال عبد الناصر فى الصف الأول منه، إنه لا يعلم هل كان تطويل أم كلثوم مقلبا مدبرا ضده أم سلطنة غناء. وقررت أم كلثوم أن تمنعه من الغناء من بعدها فى حفلات عيد الثورة، وسمعت بأذنى عبد الحليم وهو يحدث شمس بدران مدير مكتب عبد الحكيم عامر قائلا: « أنا المطرب الوحيد الذى جاءت شهرته مع 23 يوليو ، ولو منعتنى من الغناء سأشترى تاكسى وأسوقه لأدهس العجوز الشمطاء أم كلثوم وهى تخرج من بيتها ». وطبعا كان مثل هذا القول غير مقبول من أى شخص حتى ولو كان الشخص اسمه عبد الحليم حافظ. وجاءت ليلة 23 يوليو. ولم يكن لعبد الحليم مكانا فى برنامج الحفل، وعندما علم جمال عبد الناصر بعدم وجود عبد الحليم فى برنامج الحفل أرسل إلى منزل عبد الحليم سكرتيره الخاص محمد أحمد ليستدعيه. وطبعا لقرب المسافة بين نادى الضباط وبين بيت عبد الحليم، جعل الوصول إلى النادى سهلا للغاية، وقام جمال عبد الناصر من الصف الأول الذى يجلس فيه، واخترق صفين من الكراسى كى يصافح عبد الحليم ويبلغه أنه سيسمع أغنيته يوم 26 يوليو فى حفل يقام بسينما راديو بالإسكندرية.
وبالفعل كانت الإسكندرية هى محل ميلاد الأغنية التى أحبها جمال عبد الناصر كثيرا وهى «يا أهلا بالمعارك ». وكان هذا هو رد اعتبار من جمال عبد الناصر للثلاثة الذين اشتركوا من عام 1956 فى تقديم أغنية جديدة له ولثورة يوليو ، وهم عبد الحليم حافظ وكمال الطويل وصلاح جاهين .
هل صرت أنا كاتب هذه السطور عجوزا خارج التاريخ والزمن لأنى لا أستوعب تامر حسنى أو عمرو دياب أو إليسا؟ أجيب نفسى '' قد أكون كذلك. وإن كان قلبى ووجدانى يطرب لمحمد منير وطبعى لعلى الحجار ومحمد الحلو .
ولكن ما إن تأتى ذكرى رحيل عبد الحليم حتى أتذكر قسمى حين انتهيت من كتابة مذكراته بأنه سيعيش الخلود لأنه يولد مع كل قصة حب.
وقد رأيت هذا الميلاد أكثر من مرة. رأيته فى ثلاث قصص حب فى بيتى حين أحب كل من شريف وشهيرة وكريم -أبنائى - شركاء رحلة حياتهم . وهاهو حفيدى حسين ابن شريف الذى وصل إلى الرابعة عشرة يستمع إلى أغنية «قارئة الفنجان» بإعجاب شديد.
ثم فليسأل كل منكم نفسه « لماذا كانت أغانى عبد الحليم لثورة يوليو هى غذاء ليالى ثورة الخامس والعشرين من يناير ؟» وسيجد الإجابة بأن عبد الحليم وكمال الطويل وصلاح جاهين هم ثلاثة أبناء لعصر عرف كيف تتعانق البساطة مع الإتقان.