اتهامات بالسرقة تطول عبد الوهاب ومحمد الموجى !!
فجأة وجدنا أنفسنا بصدد اتهامات تطول اثنين من كبار الموسيقيين فى عالمنا لعربى .. والعازفين وكانا داخل الكواليس فى الحياة الغنائية .. صاحب الاتهام الأول هو عازف الكمان والملحن "ميشيل المصرى" وربما لا يعرف الكثيرين أن "ميشيل" هو ملحن لاثنين من أشهر تترات المسلسلات فى الدراما العربية وهما "ليالى الحلمية" و"مين ما يحبش فاطمة" .. أعلن "ميشيل" أنه وضع لحن المقدمة الغنائية لقصيدة "قارئة الفنجان" التى غناها "عبد الحليم حافظ" وكتبها "نزار قبانى" ولحنها "محمد الموجى" والغريب أن هذه المقدمة تحديداً تم سرقتها من أحد الملحنين فى الغرب قبل نحو 30 عاماً وحصل "محمد الموجى" على تعويض مادى وصل إلى 50 ألف دولار بعد أثبتت جمعية المؤلفين والملحنين ومكتبها الئيسى فى باريس أن الملحن الغربى سطا على لحن الموجى لم نسمع أن "ميشيل" قد طالب بحقه واقتسام المبلغ مع "الموجى" وكان "الموجى" بالطبع على قيد الحياة . الآن لا أحد يستطيع أن يؤكد صدق ادعاءات "ميشيل" فلقد رحل قائد الفرقة الموسيقى "أحمد فؤاد حسن" وأشهر العازفين مثل "أحمد الحفناوى" عازف الكمان و "محمود عفت" عازف الناى غادروا حياتنا ولهذا لا يبقى سوى تلك الاتهامات التى تطول واحداً من أكثر الموسيقيين الشرقيين أصالة بل وأغزرهم أيضاً إبداعاً..
الاتهام الثانى يعود فى الحقيقة أكثر من 60 عاماً مع لحن محمد عبد الوهاب "فين طريقك فين" قال المايسترو "كمال هلال" عازف التشيللو أنه هو الذى أعاد صياغة المقدمة الموسيقية وأشار "هلال" إلى تلك الحقيقة فى مقال نشرته له مؤخراً مجلة "الكواكب" .. لم يكتف بهذا القدر بل إنك لو رجعت إلى الحوار الذى سرده مع "عبد الوهاب" للدلالة على ذلك تشعر من خلاله أنه كان يبدو فى حواره مع "عبد الوهاب" يتحرك وفقاً لفكرة التماثل "عبد الوهاب" يسأله "عبد الوهاب" إيه رأيك يا مايسترو فى المقدمة يرد عليه بفتور مش بطالة يا "عيد" ويطلب منه "عبد الوهاب" أن يزيده قولاً ويبدأ "كمال هلال" فى الشرح والتحليل لتوضيح ملامح الضعف فى المقدمة الموسيقية التى قدمها "محمد عبد الوهاب" فيطلب منه إعادة صياغتها!!
ليس جديداً بالطبع أن "عبد الوهاب" يتهم بالسرقة وهو نفسه اعترف بأنه قد أخذ من الموسيقى الغربية واعتبر نفسه بمثابة جسر من التواصل بين الموسيقى الغربية والشرقية كثيراً ما لاحقت "عبد الوهاب" الاتهامات بالسرقة فى حياته وكثيراً ما تردد حكايات عن "رؤوف ذهنى" أنه لحن الكثير من الباطن لعبد الوهاب و"محمد الموجى" سبق له وأن أكد أنه لحن لعبد الوهاب أغنيتين "حبيبى لعبته الهجر والجفا" و "أحبك وأنت فاكرنى" .. والعديدين لهم أيضاً اتهامات مماثلة ضد "عبد الوهاب" مثل "محمود الشريف" و"كمال الطويل" ولكن كل هذه الاتهامات قيلت و"عبد الوهاب" على قيد الحياة ويستطيع بالطبع أن يرد .. أتذكر بهذه المناسبة أننى كتبت بعد رحيل "محمد عبد الوهاب" واقعة أن سرق لحنين من "الموجى" فغضب "الموجى" وقال عندما كان "عبد الوهاب" على قيد الحياة يجوز لى أن أذكر ذلك، لكن بعد رحيله ليس من حقى لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه .. لماذا فجأة تذكر "كمال هلال" حكاية تلحينه لمقدمة "فين طريقك فين" وكانت الفرصة سانحة أمامه على مدى 60 عاماً لكى يعلنها و"عبد الوهاب" حى يرزق .. أما الواقعة الاكثر وطأة على النفس فإنها تلك التى طالت "محمد الموجى" والمعروف أن "الموجى" لم يوجه له طوال تاريخه أحد اتهاما بالسرقة سواء من بين زملائه أو الجيل الاكبر ولم يعرف عنه حتى أنه استعان بموسيقى أجنبية فى أعماله.. أقصى ما فعله "الموجى" أنه فى عدد محدود جداً من الاغانى كان من المكن أن يعيد تقديم موسيقى أغنية له فى أغنية أخرى مثلما فعل مثلا "بليغ حمدى" حيث أن له أغنيتين شهيرتين "قضينا الليالى" و"على قد ما حبينا" الاغنية الاولى غنتها "عفاف راضى" والثانية "على الحجار" بنفس اللحن ولكن بكلمات مغايرة لعبد الرحيم منصور .. "الموجى" فعل ذلك أيضاً فى موشح "يا مالكا قلبى" لعبد الحليم حافظ أخذ من موشح قديم لحنه لنجاح سلام "أهلى على الدرب" أيضاً سبق وأن أعاد أغنية "تعالى قابلنى" لأحلام غنتها "صباح" باسم "حبيب القلب فين هو" كما أن له لحن غنته "هدى سلطان" فى فيلم "شاويش نص الليل" لكن الأغنية لم تنجح ولهذا منحها إلى "ماهر العطار" فصارت أشهر أغانى ماهر العطار وهى "بلغوه" .. وكما نرى أنها مجرد استغلال من الموجى للموجى نفسه وهى بالمناسبة لا تعبر عن حالة إفلاس لأن من قدم مايربو على 2000 لحن لا يمكن أن يعانى إفلاساً ولكن من الممكن أن يكتشف أن لديه لحناً لم يحقق نجاحاً ولهذا يعيد استخدامه وهو ما حدث فى كل أغنيات "الموجى" السابقة. بعض الاتهامات لا تستطيع أن تعثر لها على أدلة نفى مثلا " فين طريقك فين" أتصور لم حيا من الفرقة الموسيقية على قيد الحياة سوى "كمال هلال" ولهذا لن يجد من ينفى الواقعة ولكن مع اتهام سرقة مقدمة "قارئة الفنجان" الذى أعلنه "ميشيل المصرى" لدينا أكثر من دليل نفى مثل "هانى مهنى" عازف الأورج الذى أكد أن الواقعة لم تحدث ولدينا أيضاً شريط بروفة للمقدمة واللحن يحتفظ به "الموجى" الصغير – ابن محمد الموجى – يوضح أن "الموجى" و"عبد الحليم" يقودان الفرقة فى توجيه تفاصيل اللحن وليس صحيحاً أن "ميشيل المصرى" لعب هذا الدور؟!
المؤكد "ميشيل" أو "هلال" وكل منهما لديه رصيد يستحق الفخر واعتقد أن كل منهما وقع تحت قيد ضغوط الزمن فمع مرور السنوات يتحول شاهد الإثبات الذى عاش هذه المرحلة الى البؤرة يستشعر انه فقط الأهم!!
المطلوب من نقابة الموسيقيين المصرية أن ترد اعتبار كبار موسيقييها "محمد عبد الوهاب" و "محمد الموجى" .. فإذا لم يكن أى من "كمال هلال" و "ميشيل المصرى" يمتلك وثيقة تؤكد ادعاءه فأن المطلوب اعتذارا علنياً تتبناه نقابة الموسيقيين .. فهل يفعلها "منير الوسيمى" فى ولايته الثانية كنقيب للموسيقيين؟!