بقى حليم المطرب الاول فى مصر وفى الوطن العربى بعد رحيله كما تربع طوال ربع قرن من الزمان فى حياته واعطى دروسا لمن بعده فى عظمة الفنان والانسان وشهد الجميع بذلك واستوجب الامر بحث الاسباب التى اجتمعت لهذا الفنان بعضها من صنع القدر والبعض الاخر من صنع حليم نفسه فقد صاغ هذا الفنان دروسا فىاخلاص الفنان لفنه وفى تواضعه وهو على القمة وفى حبه لبلاده وتقديسه لشعبه وحماسه لعمله وكان سرنجاحه ايضا هو دقته واتقانه لعمله والاحساس بما يغنيه وقد شجع جيل الموسيقيين على اقتحام افاق غيرمحدودة وكذلك المؤلفين ان يطرحوا منشورات سياسية واضحة ولكنها تتحول على اوتار حنجرته الى اغنيات يحفظها الناس عن ظهر قلب من فرط عذوبتها وهناك ايضا سبب اخر لنجاحه هو حسه الفنى المرهف وعاطفته الجياشة ويرجع ذلك الى ظروف نشاته فقد تربى يتيما وقد زرع فيه هذا الاحساس باليتم الاحساس بالشجن والحزن التى تميزت به كل اغاننيه وكانت طفولته القاسية وراء موهبته وكان ذكيا جدا وهناك ايضا الصدق الفنى والانسانىفقد كان يعيش اياما وشهورا بقلبه وعقله مع كل كلمة صغيرة وكل حرف من حروف اغانيه وهناك ايضا سر اخر من اسرار نجاحه هو ان جا1بيته ساعدته على الاقتراب من اساء كبيرة احبته واحتضنته ومنهم حكام وامراء واعلاميون وفنانون وهناك ايضا قبول مذهل حباه به الله لدى الجماهير على اختلاف لهجاتها وجنسياتها فكان لديه قدرة خارقة على خطف الجماهير وكانه ساحر يفعلبهم مايريد وقد كان خبيرا فى تلميع فريق العمل معه وكان يخاطب الجمهور باسلوب فريد يملم به اذانهم وقلوبهم وعقولهم وايضا ترك تراثا فنيا كبيرا دفع ثمنه من صحته وحياته ولم يظهر بعد رحيله صوت كصوته يلتف حوله الناس فعصر الصوت الجميل قد ولى كما ولى عصر الاخلاص فى الاعمال الفنية واستراح التجديد من المتاعب التى كان يسببها له حليم وراح الكل فى اجازة بعد رحيله