الزمان ليلة 5 مايو
المكان دار سينما ريفولى بالقاهرة
الجماهير تزحف الى سينما ريفولى منذ الساعة الثامنة مساء وذلك لحضور حفل الربيع الذى تعود حليم ان يقوم باحيائه منذ عدة سنوات وفى مثل هذا الموعد من كل عام وقد تعود الجمهور ايضا ان يقدم له فى حفل الربيع اغنية جديدة وقد كانت الاغنية الجديدة لهذا الحفل هى اغنية موعود من تاليف محمد حمزة والحان بليغ حمدى
وبدا الحفل وقد جلس الحاضرون يتابعون فقرات الحفل المختلفة لبعض المطربين والمطربات المشتركين فى الحفل
ولم يبق الا الوصلة الغنائية التى سوف يقدمها حليم وقد كان الموعد المتفق عليه والذى حدده حليم مع منظم الحفل ان يبدا وصلته الغنائية فى الساعة الثانية عشرة مساء
وجاء الموعد المتفق عليه وبدات الفرقة الماسية تاخذاماكنها على خشبة المسرح استعدادا لمصاحبة حليم فى وصلته ومرت حوالى نصف ساعة بعد الثانية عشرة وانتهت الفرقة الماسية من ضبط الالات ولم يرفع الستار عن فقرة حليم وبدا القلق يتسرب الى الحاضرين والى افراد الفرقة ايضاوالذين تعودوا حضور حليم قبل وصلته بنصف ساعة على الاقل
وفى الساعة الواحدة الا الثلث صباحا وصل حليم الى مكان الحفل وبرفقته طبيبه الخاص الذى تم استدعاؤه الى منزل حليم فى العاشرة مساءا بسبب شكوى حليم من احساسه بالام مفاجئة بمعدته وقد قام طبيبه الخاص باعطائه حقنة مسكنة للالام ثم طلب من حليم الراحة لمدة ساعتين وطلب ايضا الاتزيد مدة غناؤه فى الحفل على ساعة واحدة فقط ونبهه طبيبه بان يلتزم بهذا حتى لاتتدهور حالته الصحية وجاء مع حليم لى الحفل ليكون اكثر اطمئنانا
ثم اعلن مذيع الحفل الداخلى عن ظهور حليم على المسرح وصفق الجمهور طويلا
وبمجرد صعود حليم الى المسرح واستقبال الجمهور له نسى كل شى ونسى الامه وظل يغنى كل مقطع من مقاطع الاغنية عدة مرت بناء على رغبة الجمهور حتى امتدت وصلته الى ساعتين ونصف
وبمجرد انتهاء حليم من اداء اغنيته وعقب تصفيق الجمهور الحاد اسدل الستار وخلف الكواليس امتزج تصفيق الجمهور باهات حليم الذى سقط عقب اسدال الستار نتيجة اصابته بنزيف حاد
وفى اليوم التالى سافر حليم الى لندن فى اطول رحلة علاجية
وجدير بالذكر ان هذه الحفلة والتى سقط فيها حليم اثر اصابته بنزيف هى المرة الثانية التى يحصل فيها هذا بعد حفلةة عيد الثورة سنة 1963 عندما غنى اغنيته الوطنية الرائعة المسئولية من تاليف صلاح جاهين والحان كمال الطويل
فالله يرحمه حليم ويسكنه الجنة بقدر ما اسعد عشاقة فى كل مكان وكان ينسى الالام عندما يلتقى بجمهوره وعشاقه