كان اليتم عند العندليب يجعله يتوق الى اى جو اسرى لهذا كان حليم صديقا لمئات العائلات التى تعتبرها ابنها وكان يحفظ اسماء الاولاد والبنات والشغالات وقد نجح ان يصبح ابن كل بيت فى مصر
فى ايامه الاخيرة كانت عيناه تلمعان بالخوف كان الموت يناديه وهو وحده الذى يراه ويخاف لو صافحه او ابتسم له وقد كان له اعداء كثيرون من الغربان ظلوا يحاربونه وهو يهزمهم بفنه وحب الناس له وصفع اسماء كبيرة فى الفن بصمته حين اكتشف ان الصمت يشنق خصومه غيظا
ثروة حليم كانت شقة فى الزمالك اثثها بذوقه ونصف عمارة شرع فى بنائها وتوقف لانه غاب اغانيه العاطفية التى كانت تؤرخ لكل اهة حب باح بها قلب واغانيه الوطنية التى كانت توازى جهد وزارات الاعلام والثقافة واكثر واخيرا حب الاس واشتياقهم له حتى بعد رحيله
العلاقة بين حليم وفريد الاطرش
كان حليم ذكيا ومتطورا وكريما فى السر ويغنى فينثر الشجن وفريد كان طيبا ومحافظا وما فى قلبه على لسانه وكان ابو الاحزان كما اطلق عليه انيس منصور وكان حليم يختار اصدقاؤه ويعرف مبادى اولية عن البيانو وان له جمهور اما فريد فكان يختار جلساؤه ومن اعظم من عزف على العود وكان له مستمعون وكان له شلة تتسلى بغضبه وانفلات اعصابه فقد كانوا يقولون له ان حليم يرفض ان يغنى من الحانك فكان فريد يتعذب ويشكو لعبد الوهاب وكان الموسيقار الحكيم يقول له حليم مايستهلش يغنى من الحانك ويبتسم فريد ويعود لينام كالاطفال
ولكن الحقيقة كان حليم يرى ان فريد فى غناؤه لونا قائما وثابتا مهما جاء بعده من مطربين وقد كان يرى فريد فى الغناء كالمنفلوطى فى الادب
كان حليم تلميذا نجيبا لعبد الوهاب وصار صديقا له وفى رحلة حليم الاخيرة للعلاج عرف عبد الوهاب خبر وفاة حليم منزوجته نهلة القدسى التى كانت فى لندن وبكى بكاء شديد وقد كان يتصل به يوميا وحاول اقناعه بتغيير الكبد ولكنه فشل وقبل سفر حليم مر على بيت عبد الوهاب قبل ذهابه للمطار
كان حليم يتابع اخبار اى لحن جديد لام كلثوم ويشعر بالغيرة الفنية الشريفة منها ويوم اذيعت يوم من عمرى لاول مرة قال لو كان عبد الوهاب قد تزوج ام كلثوم ماكاغنوش يخلفوا ولد او بنت احلى من انت عمرى
ولم يكن حلم يغار من زملاؤه المطربين كان يشعر انهم مجتهدون وليسوا مبدعين
وكان كما وصفه كامل الشناوى يريد ان يعجب الاستاذ ويبهر الست ويسعد جمهوره الغفير
كان من اصدقاء حليم الملك الحسن وبورقيبة والملك حسين ولكن اعمق الصداقات كانت صداقته مع الملك الحسن ملك المغرب وقد التقيا فى اشياء كثيرة اهمها حب الغناء والولع بالموسيقى الشرقية وكان الملك يطمئن على صحة حليم باستمرار فىباريس ولندن وزاره فى مستشفى ابن سينا حين داهمه النزيف هناك وكانت العلاقة بينهما علاقة صداقة على اسس احترام بين فنان وملك يملك حسا فنيا مرهفاوحين علم الملك بخبر وفاة حليم قال بعفوية صادقة انها لكارثة
كانت فترة المرض هى فترة مراجعة كان يفتح الكوتشينة ليقرابخته وكان يفرح كالاطفال اذا وجدها مفتوحة وكان يكف عن اى مشروع اذا وجدها مسدودة وكان يتشاءم من نباح الكلاب ويتفاءل بالقطط وكان يكتب تاملاته ويحفظ الالحان واستيعابها اكثر كان صمت حليم فى مرضه عملا بلاصوت ولا ضجة ولا مجاملات ولان حليم اهلاوى متعصب فقداشترى شرائط فيديو تضم اشهر مباريات الاهلى وبعض مباريات كاس العالم تقطع ساعات الليل والوحدة والالم
وكان حليم فى سن الرابعة عشرة يشعر بالخجل اذا تحدث مع فتاة وكان يشكو من رائحة فمه وقد تخلص من هذه المشكلة وهو فى سن 18 وكان يشكو من صوته فهو رفيع كالبنات ولم ينبت له شنب او لحية وفى تلك السن كان يدندن باغانى عبد الوهاب وكان يبحث عن دف ما لايعرف شكله ولا رسمه هل هو المراة ام حنان الام ام الفن وظل يحمل نفس ابن الرابعة عشرة حتى وهو قد تعدى الاربعين ولذلك احتفظ بمظهر الطفل طول عمره يدفعك للعطف عليه وياسرك بسرعة وكانت هذه من بين عوامل نجاحه كانسان قبل نجاحه كفنان