[b]
من مجلة صباح الخير وعن كتاب جسر التنهدات للكاتب الساخر جليل البندارى
يقول الكاتب الكبير
ذات يوم دعانى حليم لاستمع الى اغنية جديدة من غنائه وتلحين عبد الوهاب وكانت هذه الاغنية هى اغنية فوق الشوك وكان حليم قد سجلها قبل ذلك بيوم واحد ولم تكن الاذاعة قد اذاعتها على الناس وادار حليم جهاز التسجيل وبعد انتهاء الاغنية سالنى حليم او اونكل ليمو مارايك قلت له اريد ان اسمع الجزء الاول مرة اخرى فسالنى حليم لماذا فلم اجب فادار التسجيل مرة اخرى فانطلق صوته بالجزء الاول فوق الشوك مشانى زمانى قال لى تعالى نروح للحب وماكاد الشريط ينتهى حتى سالنى حليم مرة اخرى مارايك فقلت له اننى لم استمع الى صوتك ولا ادائك ان الذىيردد هذا اللحن هو شى يشبه صوت حليم باداء عبد الوهاب وادار حليم التسجيل مرة اخرى وسال اسمع فسمعت للمرة الثالثة وقلت له انا مصمم على رايى فلم يغضب ولم يجادل قبل ان يفكر واستمع الى رايى بتواضع الفنانين لاكبرياء المغرورين وقبل ان انصرف طلبب منى ان استمع الى اللحن مرة اخرى من الاذاعة فربما اغير رايى وفى اليوم التالى التقيت بالمذيعة امال فهمى وسالتنى عن رايى فى الاغنية فقلت لها رايى بصراحة فقالت انها لاحظت نفس الشى بان شخصية عبد الوهاب طغت على اداء حليم وقالت امال انها قالت رايها هذا بصراحة لحليم ولكن اللحن اذيع كما هو فى الاذاعة وكنت انا جالسا فى بيتى اتناول الغذاء وصوت الراديو ينبعث من الصالون فخيل الى لاول وهلة ان عبد الوهاب يغنى اغنية جديدة وبعد قليل تبينت ان حليم هو الذى يغنى وليس عبد الوهاب وعندما انتهت الاغنية اتصلت بحليم وقلت له انى مصمم على رايى وسالنى حليم مالعمل فقلت له يجب ان تعيد تسجيل هذا اللحن مرة اخرى وسكت حليم وقلت له ان عبد الوهاب عندما استمع اليك لاول مرة قال لك بالحرف الواحد انك اول من غنى لى دون ان تقلدنى وقد اعترف لك عبد الوهاب انك شخصية مستقلة واشاد يومها باحساسك المرهف وبادائك الجديد تنبا لك بالمستقبل الرائع فكيف تسمح لشخصيته بالطغيان على شخصية صوتك وصوتك الذى احدثت به كل هذه الثورة والانقلاب فى الموسيقى
فقال حليم الاترى ان ذلك ربما يحرج عبد الوهاب قلت له ماذايهم قال ان عبد الوهاب استاذى وانا لا احب ان احرجه او اغضبه عندما اعيد تسجيل احد الحانه دون اخذ رايه قلت له تصرف فقال ساتصرف
وتصرف حليم بخبث وذكاء يحسده عليهما عبد الوهاب نفسه وانتظر حليم حت سافر عبد الوهاب وزوجته نهلة القدسى فى اجازة الصيف فى اوروبا ثم اصطحب الفرقة الماسية الى قاعة التسجيل باستوديو مصر وسجل اغنية فوق الشوك للمرة الثانية سجلها بصوته واحساسه المرهف وبادائه واذيعت بعد ذلك الاغنية ونالت نجاحا سريعا بعد ان تعثرت قليلا وهى تحاول ان تتسلل الى اذان الناس