[b]
من مجلة المراة اليوم
الطفولة هى اول اغنية حزينة فى حياة حليم حتى بعد الشهرة والاضواء لم تتبخر مرارة اليتم من روح حليم ادرك ان عمره فصير فخاصم الزواج حتى لاينجب طفلا يعانى بعد رحيله عذاب اليتم
صافينى مرة كان اول تعارف بين حليم والجمهور وبعدها صعد لسلم النجومية والمجد بسرعة ولانه ابن الثورة كان مؤمنا بها ولم يغنى بامر عبد الناصر لكنه وجد فى صلاح جاهين مايترجد احساس الشعب وكان يحب عبد الناصر وصديقا لعبد الحكيم عامر ولكنه لم يكن سياسيا وكان يدرك انه صوت الشعب ولابدان يعبر عنه
شقته بالزمالك اصبحت محطة مهمة فى حياته وحياة كل من عرفوه ورغم ذلك لم يكن يحب البيت لانه يفتقد دف المراة ودف المحبوبة ولهذا كان يهرب منه طالما انه لايوجد سبب اضطرارى لبقائه فيه
علاقة حليم بمحمد حسنين هيكل ليست مفاجاة لان كل الصحفيين اللامعين اصدقاؤه وكان يطلعهم على اخباره اول باول وكان ذكيا بدرجة مخيفة فاستطاع ان يجعل من فنه محور اخبار الصحافة واهتمامها وكان هو ينزل الى الصحفيين لانه ادرك ان الصعود للفنان صعب
ادرك حليم ان السينما تمنحه شعبية من نوع اخر فبعد رسوخ قدميه فى الغناء اتجه للكاميرا التى شغلت الناس فى تلك الفترة قبل التليفزيون
بليغ حمدى مرحلة مهمة فى مشوار حليم حين هدد محمد رشدى عرش العندليب باغنياته الشعبية فاراد حليم ان يرد بنفس الاسلوب مستعينا بالحان بليغ
المراة الوحيدة التى احبها بصدق ديدى وغنى لها فى يوم فى شهر بعد وفاتها اما قصص الحب الاخرى فهى قصص لم تكتمل ومنها قصته مع السندريلا التى انتهت بسرعة ولم يتزوجها حليم لانه فلاح لايفضل ان تكون زوجته من الوسط الفنى
البطلات فى افلامه كثيرات لكن نادية لطفى هى الاقرب بفنها وشخصها اليه وكانت صديقة حقيقية لحليم احتوته بعقلها وروحها الجميلة وهو لم تفعله فنانة اخرى
صعد نجم حليم حتى وقف بجوار العمالقة نافس استاذه عبد الوهاب الذى علمه الكثير من الذكاء الشديد فى التعامل مع الصحافة والوسط الفنى والجمهور
المرض يقسو على حليم كلمازاد نجاحه كان يكره النوم ليلا لانه يخاف ان يفاجئه النزيف وهو بمفرده فكان يقضى الليل كله يعمل او يزو الاصدقاء حت الصباح فينام وحتى فى السرير لايترك العمل ايضا
رغم كل ما اعطاه حليم للاخرين كثيرون خانوه وردوا الاحسان باساءة كان يخفى دموعه عن الاخرين ولايطلقها الا وهو بعيد عن الاعين
لم يختلف حليم مع العمالقة الى الابد لانه كان يدرك قاماتهم جيدا والخصام الكبير فى حياته كان مع ام كلثوم التى حرف البعض كلامه عنها ولكنه صالحها بعد ذلك
كان حليم مستشار نفسه رغم الدائرة الواسعة التى احاط نفسه بها وكان يسمع لهذا وذاك لكنه الوحيد الذى يملك بوصلة الطريق ويعرف ماذا تريد الناس وهو عنيد فى هذا الامر وكان يجلس لعمل مكساج اغانيه بنفسه ليسمع المقاطع التى تجاوب معها الناس فحليم لم يكن صوتا بل مؤسسة
كان حليم اذكى من ان ينحاز الى طرف ويخسر حب الطرف الاخر وفى منتصف السبعينات فاز الاتحاد السكندرى بالكاس فدعا اعضاء الفريق لبيته ليكسب جمهور الاسكندرية
كان يدرك ان حياته قصيرة وهداه ذكاؤه ان يؤرخ حياته بالكاميرا وكلما صعدت نجوميته صعدت نجومية كل من حوله
لم ينظر حليم للوراء فقط فنيا او شخصيا ولم يتغير بسبب المجد وقد كان يجلس على ارضية الاستديو لعمل البروفات على الالحان التى يغنيها
لم يحب حليم عيد ميلاده لانه يذكره بالموت وهو احد الامور التى تعلمها من استاذه عبد الوهاب لكن اسرته كل عام تحتفل به خاصة فردوس بنت خالته وزوجة ابن خالته ايضا شحاتة لانها كانت المسئولة عن ادارة بيت حليم
ذكاء حليم جعله يلتقط الموهبة مهما كانت صغيرة فشجع سميرة سعيد فى طفولتها ولم يتبنى حليم احد سوى عماد على سليمان الذى اعطاه اسمه فصار عماد عبد الحليم وجند له الصحافة وشجع ايضا هانى شاكر
الموجى وكمال الطويل والعمروسى اقرب الناس لحليم وقد اعطاهم ثقة كانوا يستحقونها فحليم لديه جهاز استشعار داخلى يميز المخلص من غير المخلص وان خانه حدسه احيانا
كان حليم شديد الايمان بالحسد لذلك كان يرتدى فى حفلاته الاخيرة خواتم واساور وسلاسل لصرف العين عنه
لندن فى حياة حليم هى الامل لان فيها احدث الدراسات الطبية وكانت فرنسا هى الالم لان فيها العلاج ومابين لندن وباريس كان يحاول ان ينسى انه مريض ويستمتع بحياته ولم يسافر ابدا دون اصدقاؤه
فى اخر رحلة له وقبل سفره لم يشعر ان هذه نهايته اطلاقا بل على العكس رفض ان يسافر احد من اصدقاؤه معه واجل سفرهم اسبوعا واعطاهم مواعيد بعد العملية باسبوع كان يشعر انه سيعيش اطول من ذلك لكن قدره لم يمهله
مات حليم وعاش صوته فى قلوب الناس يرحمه الله