[b]من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
يقول الكاتب الصحفى الكبير مفيد فوزى
كان من اصدقاء حليم الملك الحسن والحبيب بورقيبة والملك حسين ولكن اعمق الصداقات كانت صداقته بالملك الحسن لقد بدات هذه الصداقة عندما ذهب حليم ليغنى فى عيد ميلاد ملك المغرب التقيا فى اشياء كثيرة اهمها حب الغناء والولع بالموسيقى الشرقية ذات الاصالة
ساعات طويلة كان حليم يجلس ى قصر الملك ليتمع لعزف الملك وهو مبهور بهذا الاخلاص للفن رغم الهموم الكبرى فى حياة بلد كالمغرب
كان الملك الحسن يقول لحليم انه يهرب من السياسة الى الموسيقى ويهرب من الموسيقى الى السياسة وتعمقت العلاقة اكثر يوم وقف حليم بجوار الملك لحظة حادث الضخيرات الشهير الذى كاد يودى بحياة الملك بل كاد حليم يصاب من الرصاص الطائش ولكن الله ستر وعندما ذهب الى الاذاعة حوصر هناك ومكث ساعات عصبية تمالك فيها اعصابه حتى افرج عنه ومنذ ذلك التاريخ وحليمم يطير الى المغرب كل عام يغنى لشعب المغرب المحتفى بعيد ميلاد مليكه
لقد رايت الملك يعزف بنفسه اغنية حليم قوللى حاجة وحليميغنيها على انغامه ورايت الملك الحسن يغلق بنفسه شباك غرفته لانه شعر ان تيار الهواء قد يؤذى حليم
ورايت الملك يغلق التكييف المركزى فى جناحه الخاص حتى لايتاثر صوت حليم قبل الغناء
ورايت حليم يتلقى فى باريس مكالمات تليفونية من الملك الحسن للسؤال عن صحته والاطمئنان عليه
ورايت الملك الحسن يزور حليم فى مستشفى ابن سينا حين داهمه النزيف هناك
ورايت الملك يخلع جاكيت انيقا من تصميم سمالتو لان حليم ابدى اعجابه به
ورايت حليم يحكى لصديقه الملك احلامه والملك يحاول تفسيرها والاثنان يضحكان ويساله حليم بماذا يحلم وقال الملك انه بالفعل يحلم فى بداية الليل ولكنه لايحلم باية كوابيس وضحك حليم طيب اشوف لك الفنجان ويضحك الصديقان ثم ياتى بليغ بالعود ويداعب اوتاره وياخذه الملك الحسن الفنان ويجربه ثم يقول لابد من ضبطه رغم انه عود نادر وبحنكة عازف العود يمسك الملك بالعود ويضبطه
كانت علاقة حليم بالملك الحسن علاقة صداقة على اسس احترام بين فنان وملك ملك حسا فنيا مرهفا
وحين توقف نبض قلب العندليب واذاع النبا القسم العربى فى محطة الاذاعة البريطانية كان الملك الحسن فى غرفة نومه وسمع النبا فلم يصدقه فاتصل بسفير المغرب فى لندن الذى اكد الخبر لجلالته وقال الملك بعفوية صادقة انها لكارثة
رحم الله العندليب وجلالة الملك الحسن وادخلهما فسيح جناته