تعود عبد الحليم ان يحيى حفلة الربيع كل عام و يسعد الملايين فى كل مكان و بسبب ظروفة الصحية لم يتحدد موعد اقامة الحفل حتى الاّن و اظهرت التقارير الاولية التى اجريت على عبد الحليم فى مستشفى كينجزكوليدج بلندن ان حالتة مطمئنة و فى تقدم الى الاحسن بعد انخفاض نسبة الصفراء 000000ماهى حقيقة الازمة الصحية الخطيرة التى فاجأت عبد الحليم حافظ فى لندن ؟00و ما هى حالتة الاّن؟و ما هى حكاية الدبلتين اللتين يضعهما فى اصبعه و كان ضياعهما مشكلة فى غرفتة بالمستشفى؟و ماذا يقول عبد الحليم و ما هى احاسيسه و اّلامه و هو راقد على فراش المرض؟ فى حى ايست اند و فى الطابق الثانى بمستشفى كينجز كوليج و فى غرفة خاصة مليئة بالورد يرقد عبد الحليم على فراش المرض يستقبل الزوار و يرد على التلفون من القاهرة يتحدث محمد عبد الوهاب و اشقاء عبد الحليم و الصحفيين و من السعودية الخليج العربى يتصلون مباشرة بالمستشفى 00و ابناء الجالية المصرية و العربية يعسكرون خارج حجرة عبد الحليم 00 اما هو لا تفارق الابتسامة وجهه و ان كان كما يقول يعلم طبيعة وضعه و المضاعفات التى ظهرت فجأة و التى اجبرتة على تاجيل عودتة الى ارض مصر قال عبد الحليم بصوت قوى هادىْ اننى لا اخشى الموت فالاعمار بيد الله و اننى مستعد دائما للقائه بايمان و هدوء 00و لكن الذى اخشاه هو الاّلام الطويلة التى تسببها الامراض احيانا 00قال ذلك و بدأ يلمس المصحف الذى وضعه بصورة دائمة تحت وسادته لا يفارقه ليل نهار00قلت لعبد الحليم:ما هى افكارك و انت ترقد على فراش المرض ؟ما هى احلامك و اّمالك و ما الذى يدور فى رأسك فى هذه اللحظات بالذات و قال عبد الحليم:فى هذه الظروف انظر الى نفسى و اتطلع الى ماضى و حاضرى ماذا فعلت فى الماضى ؟اود ان اقول اننى لم يخطر ببالى يوما ما ان الحق الاذى بأى انسان و حتى لو كان هذا الانسان قد اساء لى 00اننى احب الناس و الناس احبونى و شاركونى فى اّلامى و افراحى و انا ارقد على فراش المرض لا اشعر بالوحدة و لا اخشى المستقبل 00 اما اّمالى للمستقبل فانى ارغب فى تمثيل فيلم(لا)الذى كتب قصته مصطفى امين و فيلم (رصاصة فى القلب)لتوفيق الحكيم و هناك فيلم ثالث جديد لا استطيع التحدث عنه فى الوقت الحالى 00و حاولت كثيرا معرفة سر هذا الفيلم الجديد الذى يعتبره عبد الحليم مفاجأة فنية كبرى و لكنه كان يبتسم دائما ابتسامته الحلوة و يغير الموضوع و فجأة و بدون سابق انذار تكهرب جو الحجرة و بدأ كل من بها يبحث عن الدبل التى يحتفظ بها عبد الحليم 00فقد لاحظ عبد الحليم ان دبلتين يضعهما دائما فى اصبعه الصغير بيده اليسرى اختفتا من الطاولة و للدبلتين قصة فقد حصل عليهما عبد الحليم من مكه و يقول:اننى اتفاءل بهما لانهما من بيت الله الحرام و تركت عبد الحليم بعد ساعات طويلة و مازال البحث جاريا و استأنفنا الحديث و قلت لعبد الحليم:حدثنى عن الفن الذى تعشقه و تعطيه حياتك و قال عبد الحليم:المهم فى نظرى الا اخدع الفن مطلقا اعطيه كل ما عندى 00كل اغنية اقدمها تأخذ منى كل جهدى و مشاعرى مناقشات طويلة مع كاتب الاغنية و حوار طويل مع ملحنها حتى تخرج الاغنية للجمهور الذى احبه و يحبنى كاملة فنيا لا احب النفاق و لا احب سلق الاغانى قلت لعبد الحليم حدثنى عن صديقك محمد عبد الوهاب قال عبد الحليم:لقد تربيت على صوته و فنه ثم صادقته فكانت نعم الصداقة و اليوم نحن شركاء فى كل شيىْ قلت لعبد الحليم بماذا تفكر الاّن ؟قال افكر فى مصر بلدى الحبيبة هل تعلم اننى اصبت بنزيف كاد يقضى علىّ عقب حرب يونيه 1967ان مرضى اليوم يتعلق بهذا النزيف و مأساة هزيمه يونيه التى صدمتنى صدمة جارحة ما زلت حتى اليوم اعانى منها اما نصيحتى للشباب فهى العلم اولا و اخيرا و ارجو للذين يفشلون الا يتهموا الاّخرين بأنهم يحاربونهم بل عليهم ان يبذلوا الجهد و يحاولوا من جديد قلت لعبد الحليم :حدثنى عن مستقبل الغناء و الموسيقى فى مصر قال:ماذا كانت تفعل مصر دون ام كلثوم و محمد عبد الوهاب و لولاهما لرجع الفن فى مصر الى الوراء و ذلك قد يحدث بعد انتهاء جيل ام كلثوم و عبد الوهاب و هذا يؤلمنى غاية الألم و تحدث عبد الحليم معى فى موضوعات عديدة و مختلفة الى ان دخل طبيبه روجر ويليامز و معه الدكتور ياسين عبد الغفار و تركت عبد الحليم ينتظر بابتسامته و ثقته و ايمانه نتائج التحليلات التى يقوم بها الاطباء و اسباب سوء حالة الكبد المفاجىْ و قد ظهر من التقارير الاولية ان حالة عبد الحليم مطمئنة و فى تقدم الى الاحسن 00و لكن لم يتحدد موعد خروج عبد الحليم من المستشفى حتى الاّن و موعد عودته الى ارض مصر الوطن الذى يعشقه عبد الحليم و لا يطيق البعد عنه 00و تركت عبد الحليم و المصحف فى يده و قلت له:الله معك00