[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
ولما خلع حليم ملابسه ورات الممرضة الانجليزية الجميلة جسده الممزق والحزام الصوف الذى يلف بقايا عظامه اصيبت بالذهول وكانت تعلم ان المريض مطرب فنان ملا بلاده شهرة وتتهافت على صوته كل النساء واحس حليم بلحظة نفسية حادة فارتدى ملابسه بحنق وغيظ شديدوهو على وشك البكاء وعندما حاولت الفتاة الانجليزية ان تساعده فى احكام الحزام الصوف حول معدته نهرها ففهمت عذابه وانصرفت قصة قصيرة رواها حليم كان يدلل بها على ان العظام التى تحمله فى هذه الحياة اثارت شفقة امراة
وقد قال مصطفى امين حليم يعيش حياة شاب بلاشباب وكان عندما يقول احد لحليم العبارة التقليدية خد بالك من صحتك ياحليم كان يقول همسا ياريت هى اللى تاخد بالهامنى ولما كان بعض الاصدقاء ينصحونه بعدم السهر كثيرا كان يقولل ماتسيبونى اعيش اليومين اللى فاضلين يعنى شايفنى محمد على كلاى ومهمل فى صحتى مانا فاهم كل حاجة وعارف ان الطب بعد مشيئة الله بيزود ايام عمرى شوية لكن المفروض اكون ودعت من زمان ولهذا كان حليم يسهر حتى الفجر ثم ينام وربما كان هذا سبب خلاف حليم مع طبيبه زكى سويدان وانه يفرط فى صحته بالسهر وقدقال حليم ماله لمااتصرف زى انسان مش عيان وماله لماانسى ان فيه لحظة حايطلع من بقى خرطوم دم وكان حليم كما يصفه انيس منصور له مظهر يخدع الناس فلاهو شاب ككل الشباب ولاهو سعيد كما يحسده الناس كان يغنى لنا ينزف حبا وعذابا فنهز الرءوس طربا وسعادة بيد ان النزيف الرهيب كان يتربص به فاذا داهمه هز راسه وحده الما وتعاسة وقد كان حليم على مدة 30 سنة التصق خلالها بالسرير وعاش رحلة الالام الهائلة يموت اكثر مما يعيش ولم يصدق الناس انهكان يتالم الابعد ان مات وقد قال عنه احمد رجب حليم اسير الفراش الذى تبتعد عنه الحياة بخطوات واسعة ويقترب منهالاجل بخطى اوسع وقد عرف حليم الاكل المسلوق مبكرا وكان يتلذذ عندما يدعو بعض اصدقائه على مائدة الغذاء او العشاء ويغريهم بتذوق صنف ما وقد قال حليم ان التصاقى بالسرير اتمرد عليه ولكن على حساب الايام الباقية لى فى هذه الدنيا وقد علمنى الالتصاق بالسرير شيئين الصبر الطويل والتامل ورغم هذا رغم الالم والموت المؤجل قست الصحافة عليه وتصورت بعض الاقلام انحليم يستدر عطف الناس وان مايفعله ليس اكثر من تمثيليات محبوكة وكان حليم يطلب تصوير العمليات وتوسل لاحدى الممرضات لتقوم بتصويره وفعلت ولكن قضاء الله كان اسرع
ان اكثر من نصف صور حليم التى التقطها صديقه المصور فاروق ابراهيم هى صور الم وذات مرة امسك حليم بمجموعة من الصور التقطتها عدسة فاروق ابراهيم فى تونس وهو يغنى كامل الاوصاف فقال هذه الصورة ليست لمغنى انها لشاب بهدلته البلهارسيا واحترف الغناء وهذه صورة عاشق مذبوح بالامل وهذه صورة ميت يدعى الحياة ولقد كان يعلق على كل صورة يظهر فيها نائما معصوب الراس بعبارة واحدة هل يصحو مرة اخرى
نعم الى هذا الحد كان الموت قريبا منه وكان يخيل انه يحاوره كثيرا من ورائنا ربما كان يتوسل اليه ان يتركه يحيا يومين وسوف يسلم له نفسه منن يدرى
وكان حليم يمكث فى سريره بلندن اكثر من شهرين وكانت هذه الفترة اجازة له من رئاسسة مجلس ادارة مؤسسة العلاقات اللجتماعية
وكان يعرف ان موته مؤجل ولذلك لم يكن يخشى اية عملية يموت فيها كان يخشى فقد الذاكرة او تاثر احباله الصوتية فاذا عاش بعد ذلك فاقد الذاكرة ضعيف الاحبال الصوتية القى بنفسه من الدور السابع من شقته المطلة على حديقة الاسماك بلاندم او تردد