طارق الشناوي يكتب لمصراوي: جريمة العندليب!! مصراوي - خاص - كثيراً ما ينزعج القراء عندما نذكر بعض الأخطاء التي وقع فيها الكبار من النجوم المحبوبين، ولكن علينا أن نتعامل مع نجومنا على أساس أنهم بشر لديهم أيضاً مناطق ضعفهم..
لو أنك كنت مثلي من هواة الاستماع إلى محطة الأغاني سوف تجد أمامك أمراً محيراً وهو أن
"عبد الحليم حافظ" قبل إذاعة موشح "يا مالكاً قلبي" في آخر حفل أقامه قبل رحيله ويحتفظ به أرشيف الإذاعة في هذا الحفل قال "عبد الحليم" على المسرح قبل أن يبدأ الغناء أن الموشح من تأليف الأمير الشاعر "عبد الله الفيصل" وتلحين الموسيقار "محمد الموجي" وصعد "الموجي" على خشبة المسرح وحيّاه الجمهور وبعد انتهاء الموشح تستمع إلى مذيعة استديو الهواء وهي تقول أن القصيدة من تلحين "محمد الموجي" لكنها تأليف "أحمد مخيمر"!!
بالطبع سوف يصاب المستمع بحيرة هل يصدق "عبد الحليم" ويكذب المذيعة ويعتبر أن ما ذكرته خطأ من بين عشرات الأخطاء التي ترتكبها الإذاعة المصرية على كل موجاتها ليس كل يوم ولكن في كل لحظة إلا أن الحقيقة هي أن "عبد الحليم" هو المخطئ ومع سبق الإصرار..
القصيدة لأحمد مخيمر وهو اسم غير معروف لأغلب القراء إلا عند عدد محدود من متذوقي الشعر وإن كان له قصائد تحولت إلى أغنيات لا تنسى أذكر منها الآن "لا تودعني حبيبي" لوردة تلحين "رياض السنباطي".. "وطني وصبايا وأحلامي" لنجاة و"عبد الرؤوف إسماعيل" تلحين "محمود الشريف"!!
كان "مخيمر" قد كتب موشح عنوانه "اهلي على الدرب" تلحين "الموجي" وغناء "نجاح سلام" نادراً ما يذاع وأتصور أنه قد صدرت تعليمات سرية بعدم إذاعته.. الموشح أصبح "يا مالكاً قلبي" مع تغييرات طفيفة جداً على الكلمات تستطيع أن تدرك بالطبع من هذه الحكاية أن "عبد الحليم حافظ" بالاتفاق مع "الموجي" قررا أن يضعا اسم الأمير على قصيدة لم يكتبها..
والأمير في نفس الوقت لم يعترض.. كان المفروض أن تكتمل الحكاية بأن يحصل "مخيمر" على مبلغ ما ويصمت وينتهي الأمر لا حس ولا خبر.. فما الذي أدى إلى ذيوع الخبر حتى تكمل هذه الفزورة فإن المؤكد هو أن "مخيمر" رفض هذه الصفقة الرجل لم يرض أن يبيع قصيدته من الباطن حتى ولو دفعوا له آلاف الجنيهات ولم يشاركهم في اللعبة لا أتصور أنه قد حدث خلاف على المقابل المادي ولكن الخلاف كان على المبدأ..
والذي أنقذ "مخيمر" أمام ساحة القضاء أن هناك تسجيل موثق وهو الموشح الذي غنته "نجاح سلام" وأقيمت دعوى قضائية تداولتها المحاكم المصرية.. رحل
"عبد الحليم حافظ" عام 77 وبعده بعام رحل "مخيمر" وظلت المحاكم تنظر القضية حتى منتصف الثمانينيات وفي النهاية جاء حكم المحكمة العادل بإسناد القصيدة إلى صاحبها "أحمد مخيمر"..
وكان الأمير
"عبد الله الفيصل" على قيد الحياة ولم يعترض إلا أن التسجيل الذي لا تزال تحتفظ به الإذاعة يؤكد أنها من تأليف "عبد الله الفيصل".. إن المطلوب من رئيسة الإذاعة المصرية أن تحذف هذا الخطأ الذي يسيء كثيراً لعبد الحليم لأنه ليس من صالح "عبد الحليم" أن يتذكر الناس كلما أذيع موشح "يا مالكاً قلبي" أنه شارك في صفقة لصالح الأمير وحصل على الثمن!!
الـــمـــصدر