[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
كان حليم انسانا تلقائيا ولكنه فى السنوات الاخيرة كان يجيد التعامل مع اصدقاء يطلق عليهم مجازا اصدقاء بينما هم طامعون فيه وكان البعض يستغلونه اسوا الاستغلال وكان يعرف ان احدهم ينقل اخباره بالتفاصيل للاخرين ومع ذلك لم يستبعده من مجالسه وساله مرة الصحفى الكبير مفيد فوزى لماذا تصر على قربه منك وانت تعرف نواياه وكان يقول ماقيمة ان تكشف السافل لنفسه انه يعرف انه سافل فلاجديد عليه وكان مفيد يذهله بعض تصرفاته وكان الشك يعبث به وكان يقول ماذا بينهما من اسرار تجعله يحؤص عليه هذا الحرص وعندما مات حليم كان هذا الصديق فى ملهى ليلى وادرك مفيد ان حليم كان يخونه ذكاؤه كثيرا خصوصا فى السنوات الخمس الاخيرة ولقد كان يعرف جيدا معادن الناس الذين يتعامل معهم ومع ذلك يصر بعناد الاطفال على الايفك ضفائر هذه الصداقة وقد قال صديقه الكبير مجدى العمروسى لمفيد اغفر لحليم هناته دى تصرفات انسان عارف ان الموت مترصد له يعنى مش انسان طبيعى تحاسبه ولكن تاكد انه حريص عليك وياما شكى لى منك وكان يخاصمك فى سره
وعندما رقد حليم على سرير الموت كان يتحدث مع الصديق كمال الملاخ تليفونيا من لندن وداعبه كمال بان مفيد دخل فى هذه اللحظة فقال له حليم مين فقال كمال دى فزورة اللى سماك العندليب الاسمر بعد رحلتك فى تونس فهتف حليم باسم مفيد وطلب ان يتحدث معه فامسك مفيد السماعة فسمعه يقول مش عايزك تقولولا كلمة انا طلبتك فى بيتك تليفونك خسران بطلبك فى مكتبك بيقولولى كان هنا ونزل انا عاوز اشوفك ضرورى عاوز اكلمك فى حاجات كتير ماتزعلش منى دنا يدوبك يومين فى الدنيا كنت عايز اسمعك فى التليفون غنوتى الجديدة من غير ليه وتموت على روحك من الضحك على المناقشات والهزار اللى بينى وبين الاستاذ عبد الوهاب اوعى تزعل من حليم انا حاسس انى عايز اعتذر لك عن سخافات كتيرة اوعى تزعل من اخوك حليم ياترى لسة برضه بتسمينى حليمو احنا اخوات واصدقاء هوه الانسان ليه كام صاحب حقيقى فى الدنيا احنا اكلنا عيش وملح وعشنا ايام مر وطريق مليان حفر وحرام نضيع ده كله فى خصام عارف وانا راقد هنا فى المستشفى عمال احاسب نفسى لما الحساب حيموتنى بكرة لمااشوفك اصالحك ونروح العجمى ونشوف عادل امام ونعمل جلسة محاكمة علنية يابنى فات الكتير مايقاش الا القليل القليل اوى يامفيد