[b]من كتاب العاشق الذى رحل عبد الحليم حافظ للشاعر على توفيق ناجى
فى صباح السبت الوافق 2 ابريل 77 خرجت جموع طبقات الشعب المصرى والعربى تودع ابن مصر والعروبة ونبض الاغنية التى ظلت تروى القلوب المتعطشة والنفوس المتطلعة للحظة صفاء وهناء وخرجت تشيع جثمان فتاها حليم الذى اسلم الروح لخالقه عز وجل فى احدى غرف العمليات بمستشفى كينجز كوليدج بعاصمة الضباب لندن مساء الاربعاء الموافق 30 مارس 77 بعد رحلة عطاء استمرت اكثر من 25 عاما متواصلة لم يتوقف خلالها لحظة عن امتاع اسماع وعيون وقلوب المستمعين والمشاهدين وعشاق النغم الحالم من المحيط الى الخليج ومع لحظات الوداع كانت هناك دمعات ساخنةوالما على اخر عمالقة الطرب الذى رحل عن اعينهم جسدا وان كانوا يعلمون جيدا انه قد تغلغل فى قلوبهم ووجدانهم ونه سيظل رغم تواجده الدائم والابدى بمقابر البساتين بين ناصيتى الرحمة والصبر ملء القلوب والاسماع لسنوات طويلة قادمةوقد ترك رحيل حليم فى نفوس وقلوب اصدقاؤه من الكتاب والموسيقيين والفنانين والشخصيات العامة المصرية والعربية جرحا كبيرا وفراغا هائلا لم يملاه احدغيره حتى الان لان الفنان الراحل لم يكن ابدا بالنسبة له مجرد مطرب مشهور او حتى صاحب ارق واجمل الاصوات العربية بل كان رمزا للاخلاص والتفانى ورمزا للصداقةهكذا نجد ان رحيل حليم عن الساحة الفنية وعن سماء العروبة كان رحيل جسد لاروح فلايزال صدى صوته يتردد فى الاسماع ولايزال اسمه حيا نابضا فى نفوس وذاكرة ووجدان كل من احبه وصادقه او التقى به فى ربوع الارض العربية بل وخارج حدودها وذلك بشهادة اخر من عاجوه وصادقوه مثل الدكتور وليم روجرز الذى عايش الفنان الراحل خلال ايامه وساعاته الاخيرة وكتب تقرير وفاته بيديه ولايمكن ان ننسى معالجيه ومرافقيه من الاطباء المصريين مثل الدكتور ياسين عبد الغفار وهشام عيسى الذين شاركوه رحلة مرضه وعلاجه الطويل لسنوات طويلة
وهكذا نجد ان حليم لايزال الصوت الاول والفنان الذى يدخل صوته الى القلوب بسرعة فائقة ويظل نابضا فيها وناشرا للبهجة ومانحا للسعادة وهكذا يظل اسم عبد الحليم حافظ وصوته دائما نبضا متجددا حيا وباقيا لايغيب