(يعتبر بعض الساسة من أبناء عصرنا أن المعاهدات مجرد ورقة يمكن تمزيقها فى أى وقت والخروج عليها فى أى زمان أو مكان مادامت المصلحة تدفع لذلك أو ترجحه000لم يكن المسلمون الأوائل ينظرون الى العهود هذه النظرة انما كانوا يرونها قيدا حقيقيا والتزاما يتصل بالشرف قبل كل شىء من هنا حافظ المسلمون على عهد الحديبية والتزموا به وكأن وفاؤهم لقريش أمرا مقررا فيما أحبوا وفيما كرهوا ولكن قريشا وفيها يومئذ رؤوس الكفر والشرك والنفاق لم يكونوا يحترمون العقود أو العهود مادامت تختلف مع مصالحهم000وهكذا تسلسلت الأحداث التى أدت الى نقض معاهدة الحديبية فقد اتفقت قريش مع حلفائها من بنى بكر على الهجوم على خزاعة وكانت خزاعة فى حلف واحد مع المسلمين000وكان المفترض أن تعلم قريش وحلفاؤها أن الهجوم على خزاعة يعنى الهجوم على الرسول صلى الله عليه وسلم الذى تعهد بأن ينصرها اذا دخلت فى قتال000لم تكترث قريش لهذا كله وهاجمت خزاعة وانحازت الأخيرة الى الحرم حيث يحرم تماما حمل السلاح أو القتال000وتبعهم بنو بكر يقتلونهم وقريش تمدهم بالسلاح وتعينهم على البغى وأحس نفر من بنى بكر أنهم دخلوا الحرم حيث لايجوز قتال فقالوا لكبيرهم(نوفل بن معاوية):انا قد دخلنا الحرم00الهك00الهك قال نوفل:لااله اليوم يابنى بكر00أصيبوا ثأركم وفزعت خزاعة لما حل بها00وأرسلت الى الرسول صلى الله عليه وسلم تستنجدبه)