ماتت وردة بليغ .!
شبكة القاهرة اليوم
كان الحب هو مفتاح باب ابداعات الموسيقار " بليغ حمدى " كثيرا ما حكى لى الموسيقار الجميل " فاروق الشرنوبى " التلميذ الذى تعلم فى بحر النغم .. احببت الشرنوبى لحجم حبه وولعه بأستاذه " بليغ حمدى " كم سهر فى حضرة ابداعاته نغما وروحا وصوت وحركة وصورة .. كم كانت المشاهد جميلة ومؤلمة ايضا ..!
قال لى الأستاذ الشرنوبى كان رحمة الله عليه يعشق وردة يحبها حب لم اراه فى دنيتى .. !
قولت :
كان يحبها أأه .. كان بيحب فيها ايه ؟ الست الحلوة ولا صوتها الساحر ..؟
قال : بليغ كان يعشق الفنان اللى ساكن وردة .. صوتها كان الملهم حينما اراد هو .. وقد كان وحدث وعبر بصوتا بحور العشق .. فعشقها ، وهام بها ، رغم انه رأى برهان ربه .. فتزوجها زواجا اسلاميا .. على طريقة عشاق آخر زمن .!
ورحت ابحر انا فى كلام عم الشرنوبى واقلب فى التاريخ ..!
قبل ان تعرف الست وردة ألحان الموسيقار " بيلغ حمدى " كانت كالصنم الفنى .. ثقيلة وباردة ونشفة .. على الرغم من نعومتها .. وانوثتها الطاغية .. كفرس بحاجة الى خيال يطير به الى النجومية .!
اكتشف بليغ فى وردة هذا الجانب المفقود وراح يبحر فى حسها واداواتها كعجين طرى راح يقلبه بأحاسيسه ونغمه .. حتى هامت وردة فى الألحان " حكايتى مع الزمن _ لولا الملامة _ بكره يا حبيبى _ العيون السود _ ومئات الأغانى ذات الطابع الرومانسى المختلف .. هذا فضلا عن اعمال وطنية جبارة عصفت بوجدان الأبطال فى حرب اكتوبر وهى اغنية ( على الربابة باغنى مااملكش غير انى اغنى واقول تعيشى يا مصر _ حلوة بلادى ) التى كتبها المبدع الشاعر الجميل " عم عبد الرحمن الأبنودى ) شاعر الوطن ..!
الحق اقول ان " بليغ حمدى " الفنان هو صانع المعجزات فى صوت السيدة وردة .. فالمسافة بين مجيىء بليغ فى حياتها والمسافة التى تلالتها واضحت المعالم فى حياة وردة .. ففترة النجاح الحقيقية فى زمن وردة هو عصر بليغ حمدى الملحن والزوج الأخ والأب والوطن .. كان بليغ يمثل كل هؤلاء فى حياة الفنانة ذات الآصل الجزائرى ، الغريبة عن وطنها .. الا ان مصر كانت الحضن والوطن .!
وحض " بليغ " كان اعمق وادفىء من حض مصر بالنسبة لوردة ..نجحت فى حضنه وتآلقت فى وجدانه واطلقت من قلبه الى كل الناس والدنيا ..!
الست وردة قيمة فنية لا ينكرها الا جاحد او جاهل .. الا ان موقفها كزوجة لمصرى مليئة بالأخطاء الأنسانية ، فليس لدى ادنى شك على ان وردة كانت عاشقة لبليغ .. كرجل شرقى ومصرى وفنان ، صاحب ملامحه خاصة ، وانسان راقى وجميل يعرف كيف يتعامل مع الأنثى التى هى مصدر إلهامه .!
فى الواقع لم تنجح الست وردة فى توفير الحماية والدفء " لبليغ حمدى " على الرغم من كونها اصلح انسان له فهى الدنيا والزوجه والحبيبة وشريك الفن الآصيل الذى له بصمات حية وواضحة فى مدرسة " بليغ حمدى " .!
وكما قالت عنه وهى تقدمه فى آحدى حفلاتها فى الجزائر .. شريك الحياة والفن الموسيقار بليغ حمدى .!
ومن اهم اخطاء وردة الأنسانية انها حينما تعرض " بليغ حمدى " لموقف سخيف كاد ان يزج به فى غياهب السجون وفر هاربا على آثره الى فرنسا ، فكيف لمثل هذا الكائن الراقى الحساس ان يعيش فى القبور وسط المسجونين والمظلومين والموتى ..؟
لم يتخيل بليغ الموقف فقرر الهرب الى باريس .. وكانت القضية وضيعة جدا وملفقه من آحد اللذيت يغارون من فن بليغ القيمة والتاريخ والأنسان .. قضية " قتل وتحريض على الدعارة " بالله عليكم هل كان يستحق بليغ حمدى كل هذا الهوان والقتل العمد ..؟!
اكيد وطبعا لاء .. فر بليغ فى بدايات الثمانينات الى فرنسا هاربا .. حتى يسقط الحكم بالتقادم ويعود .. لكن الغربة كانت مؤلمة .. الأهل والفن والأصدقاء فى القاهرة وهو فى بلد آخر .. مرت الليالى عليه كالجريح .. ينزف دما .. يبكى دما .. فلم تزوره فى منفاه ولو لمرة واحدة زوجته " وردة " التى طلب الطلاق بعد شهور .. كانت الضربة قاضية لبليغ حمدى .. بعدها حاول ان يستعيد فنه وتوازنه كموسيقار محفور على جدران الفن الشرقى .. فلم ينسى انه الملحن الذى هز ام كلثوم وجعلها تتراقص نغما على اوتاره فى اغنية " ألف ليلة وليلة " وحكم علينا الهوى " والحب كله " .. هاهو بليغ يعود بأجمل الحانه وبصون جديد ميادة الحناوى فى الحب اللى كان وفاتت سنة حتى اجمل ماشدت " انا بعشقك _ وجميع تلك الأغانى جاءت من كلمات الفنان الأنسان الشاعر والموسيقار والحبيب والعاشق بليغ حمدى .. كتب كتب كثير وآخرها " بودعك " وأصر على ان تغنيها وردة قبل ان يرحل ,, وغنتها وردة بحزن والم وغناها معها ليودع الحياة ويموت .. !
وهاهى اليوم تفارق وردة الحياة .. لقد ماتت الست وردة .. رحلت الى حبيبها وزروجها ومكتشفها الأول..فكم كان الوقت صعب لا يمر ، وكان الحبيب فى العوالم الآخرى ينتظر لحظة المجيىء !
افرح ياعم بليغ لقد آآتك الحبيبة .. يالا اخرج عودك ونغم النغم .. غنى يايابليغ فهذا العالم اجمل مافيه النغم .!