[b]
من كتاب الملف السرى فى حياة عبد الحليم حافظ
لم يكن حليم يتوقع ان تحدد ام كلثوم المنافسة على عرش الغناء بينها وبينه وهى التى انفردت بالسيادة المطلقة فى عالم الغناء
ففى حفل نادى الضباط بالزمالك والذى اقيم ليلة 23 يوليو عام 66 طلبت ام كلثوم من المسئولين عن الحفل فى تلك الليلة ان تغنى وصلتها قبل ان يغنى حليم وليس بعده كما كان متفقا عليه من قبل فالمعروف ان اكبر اسم فى الحفل هو الذى يختتم هذا الحفل الذى اكتسب اهمية كبرى لان الرئيس عبد الناصر وجميع القادة والوزراء كانوا يواظبون على حضورهواثناء وجود حليم بالحفل علم بالشرط المفاجى لام كلثوم وبذكاء شديد وافق حليم على الفور حتى لايدخل معركة خاسرة امام ام كلثوم
وفى الساعة العاشرة صعدت ام كلثوم الى خشبة المسرح وبدات تغنى اولى اغنياتها ثم تقوم بتكرار كل مقطع اكثر من مرة وبعدان انتهت من اغنيتها الاولى بدات فى غناء الاغنية الثانية وحدث ماحدث فى الاغنية الاولى تكرار المقاطع اكثر من مرة وبدا حليم يساوره الشك فى انها تحاول ان تظل اطول فترة ممكنة على المسرح حتى يصبح الوقت متاخرا فينصرف الحاضرون عقب وصلتها الغنائية وتضيع على حليم فرصة المشاركة فى هذا الحفل الذى تعود ان يشترك فيه منذ فترة طويلة فظل يراقب مايحدث على المسرح من خلف الكواليس
وماان انتهت ام كلثوم من وصلتها الغنائية بين عاصفة من التصفيق حتى ظهر المذيع الداخلى واعلن عن وصلة حليم الغنائية
وكانت الساعة قد اصبحت الواحدة والنصف صباحا ودخل حليم الى خشبة المسرح واستقبله جمهور الحاضرين بعاصفة من التصفيق وقبل ان يبدا حليم الغناء قام بتوجيه هذه الكلمات الى جمهور الحاضرين
انامش عارف اذا كان غنائى بعد السيدة ام كلثوم شرفا لى ام مقلبا منها لان الوقت اصبح متاخرا على مااعتقد وبعد ان انتهى حليم من هذه الكلمات صفق له الجمهور طويلا وارتفعت تعليقاتهم معاك للصبح ياحليم وارتفعت معنويات حليم وبدا يغنى كما لم يغنى من قبل وانتهى حليم من اداء وصلته الغنائية وعاد الى منزله سعيدا ومعه مجموعة من الاصدقاء وظل الحديث عن الحفل وماحدث فى الحفل فى منزل حليم حتى الساعات الاولى من الصباح ثم انصرف الاصدقاء ودخل حليم غرفة نومه وعندما استيقظ حليم عصر اليوم التالى تذكر واقعة الامس بينه وبين ام كلثوم وظل مترددا لفترة طويلة فى ان يتصل بالرئيس عبد الناصر تليفونيا وفجاة ذهب الى غرفة نومه واتصل بعبد الناصر ودار هذا الحوار بينهما على التليفون والذى التقطه من طرف واحد
قال حليم صباح الخير يابابا انا اسف لازعاج سيادتك
عبد الناصر--------
حليم سيادتك عجبك اللى عملته الست ام كلثوم امبارح
عبد الناصر ---------
حليم طيب عموما انا حاكلم صلاح جاهين وكمال الطويل علشان نتفق على اللى حنعمله فى الغنوة الجاية
عبد الناصر --------
حليم
عموما يابابا انا غنيت امبارحعلشان خاطر سيادتك وعلشان دى عادة كل سنة ومش عايز اقطعها
عب الناصر -------
حليم طيب حاقول لصلاح جاهين على فكرة سيادتك
عبد الناصر ---------
حليم اوامرك يابابا مع الف سلامة
ثم وضع حليم سماعة التليفون وظل واجما لفترة ثم ضحك فجاة وقال
الريس عجبته الاغنية اللى غنيتها امبارح قوى ثم مكث فترة وعاد يقول واضح انه مش عايز يتدخل فى اللى حصل بينى وبين ام كلثوم لانى كل مااحاول افتح الموضوع يدخل هو فى موضوع ثانى
ثم احضر خادمه عبد الرحيم الشاى وبدا حليم يرتشف منه ثم عاد الى الكلام فى هذا الموضوع مرة اخرى قائلا
عموما اذا كانت ام كلثوم قد فرضت على دخول معركة بينها فسوف ادخلها لوكسبتها سوف يكون نصر كبير لى ولوخسرتها سوف تكون الخسارة بشرف لانها معركة بينى وبين عملاقة